الطاهر الساري يكتب: العاقل من أدرك أن الحياة تسع الجميع.

0

الخرطوم _2022/07/19_بلادي بلص

 

 

إنّ التعايش أواصره كثيرة، وسبله وفيرة، والعاقل من أدرك أنّ الحياة تسع الجميع، وأنّ الأفكار قابلة للنقاش، وأنّ العمر لا ينبغي أن يضيع في ظلال الخلاف والتنافر والتناحر، وأنّ الإسلام بعث الله به الأنبياء، وألف به بين شعوب الأرض، وأصلح به السلوك، فالإنسان الحق هو من قام بحق الإنسانية وحفظها لأبناء جنسه، والمسلم الحق من حفظ للإنسانية حقوقها، وبادلها بالرأفة والشفقة والإحسان التعايش السلمي والتسامح الإجتماعي كمفهوم عريض، هو ما تحتاجه بلادنا الآن أكثر من أي وقت مضى، نتيجة الإفرازات السالبة والنزاعات المتقدة حاليا، فبالرغم من تعاقب الحقب، وتراكم الأزمنة لتشكيل المكونات الإثنية في البلاد، وعلى الرغم من التقدم الذي أحرزته البشرية في مجالات حقوق الإنسان لضمان العيش المشترك، فقد استفحلت النزاعات المفتعلة، واستمرت الحروب البينية ، فلتعلم المكونات الإجتماعية التي تتمتع آنياً بالقوة المادية أو المعنوية، أنّ القوة لا تدوم لأحد، وما من يد إلا يد الله فوقها، وما من ظالمٍ إلاّ سيبلى بظالم، وأنّ المكر السيئ لا يحيق إلاّ بأهله، هنالك من فقهاء علم النفس الإجتماعي، وشيوخ الأنثروبولوجيا، من يرى أنّ من السذاجة تصور عالم خال من النزاعات، يسوده الوئام ويعمه السلام، بل الصراع والتدافع باقيان بقاء الخير والشر، والحق والباطل، والابتلاء والاختبار، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، بينما يرى آخرون أنّ صراع بني البشرية ليس أمرا حتميا أو حكما مقضيا، الأساس قبول الآخر التعايش معه وأنّ أهم بواعث الاختلاف، هو تدافع الإرادات وصراع القوى، قال الفيلسوف أبي العلاء المعري الشاعر :

الناس للناس من بدو وحاضرةٍ بعضٌ لبعض وإن لم يشعروا خدم.

You might also like
Leave a comment