أشرف إبراهيم يكتب : من جرب المجرب .

0

الخرطوم _2022/06/18_بلادي بلص

 

 

يخطئ المكون العسكري خطأ كبيراً إن ظن أنه يصنع خيراً بتقربه من مجموعة الأربعة وهو يتفاوض معها سراً وعلانية للعودة للحكم ومافائدة قرارات الخامس والعشرين من أكتوبر أن كانت تصحيحاً أو إنقلاباً طالما أن العسكر سينسفونها بأيديهم ويعيدوا ذات الوجوه لتتسيد المشهد وتحكم البلاد وتعيث فيها فساداً وتخريباً وإقصاءً وتخويناً فقط لتحكم وتتحكم وترسم المشهد بما تريده، إن اكبر غلطة ارتكبها المكون العسكري برضاه أو بتدخلات خارجية هو إقراره بتمثيل هذه الأحزاب منفردة للثورة والشعب السوداني وتفاوضه معها وتقاسمه السلطة معها وإن كان التقاسم هذا نفسه محل نظر فقد كانت مجموعة الأحزاب الأربعة هذه هي الآمر الناهي والمتحكم الفعلي في كل العمل التنفيذي والعلاقات الخارجية والقاضي والحكم والخصم والجلاد تفعل مايحلو لها بعيداً عن القانون والأخلاق والنتيجة هي التدهور في كل شئ وعندما قويت شوكتها باتت تتربص بالشريك العسكري وهي تتدخل في تفاصيله الفنية والأمنية وشركاته ومؤسساته وغيبت العدالة وحل محلها البطش والتنكيل بالخصوم أليس هذه نفسها أسباب ومبررات قرارات البرهان أم ماذا مالكم كيف تحكمون؟!.،  اقول هذا بين يدي التفاوض السري والمعلن الذي تحدثت عنه الحرية والتغيير نفسها وأطراف خارجية بينما استعصم المكون العسكري بالصمت ولم يخرج بأي تصريح أو توضيح عن ما يجري، والانكأ أن الحرية والتغيير مجموعة الأربعة خرجت في مؤتمر صحفي وأصدرت بياناً يشير بوضوح إلى أنها لم تستفد من الدرس ولم تتعلم شيئاً بل تتحدث بذات العقلية القديمة الإقصائية وترفض حوار الآلية الثلاثية الذي ابتدر بفندق السلام روتانا بالخرطوم وتطالب بإبعاد أطرافه وتفصيل حوار على مقاسها يضمها فقط مع المكون العسكري والأخير ذاته لا تعتبره شريكاً بل مأمور تحت إمرتها وان دان لها الأمر ونجح مخططها غدرت به واستهدفته بالملاحقات والسجون بالتنسيق مع أصدقائها بالخارج من الأمريكان وغيرهم وقد اتضح ذلك جلياً من خلال الرغبة الغربية العامة في إعادتهم إلى السلطة ومساندتهم، ولذلك قلت كان الخطأ من البداية تمكينهم من السلطة دون تفويض شعبي وتجاوز تجارب الثورات في كل الدنيا وبما في ذلك الثورات السودانية التي ينحاز فيها الجيش إلى الشعب ويكون حكومة تصريف أعمال ويعد للإنتخابات ومن ثم يختار الشعب من يحكمه وكان هذا الخطأ هو الذي يدفع ثمنه الآن الشعب السوداني في إستقراره وأمنه ومعاشه ويدفع ثمنه الجيش وتدفع ثمنه القوات النظامية، يقول المثل من جرب المجرب حاقت به الندامة والحقيقة التي لا مراء فيها تجربة الحرية والتغيير كانت هي الفشل ذاته بعناوين عريضة ومؤلمة عاش الشعب السوداني فصولها ولا يزال تجربة مرتهنة للخارج بالكامل ودون جدوى طبقوا روشتة صندوق النقد الدولي دون وعي ودراية ودمروا الإقتصاد بدلاً من انقاذه واثقلوا كاهل المواطنين بتردي الأوضاع المعيشية بدلاً عن النعيم الذي كانوا يتحدثون عنه ودمروا قيم وأخلاقيات المجتمع وهذا هو الأخطر والذي لايمكن تعويضه وجبره،  رفضوا حتى مشاركة المكونات التي كانت معهم في الحرية والتغيير وتفرقت أيدي سبأ ورفضوا مشاركة الحركات الموقعة على اتفاق السلام وضايقوها محاولين قطع الطريق أمام السلام حتى لايشاركونهم السلطة ولم تلتزم الحرية والتغيير بنصوص الوثيقة الدستورية التي كتبوها بأنفسهم ولم يتقدموا خطوة نحو الإنتخابات ولا تكوين المفوضيات ولا المجلس التشريعي والمحكمة الدستورية ولا أي من مؤسسات الانتقال التي كانت محددة بآجال في وثيقتهم المعطوبة لأن هذا ليس ماكان يشغلهم كانوا فقط يريدون الحكم ولأطول فترة زمنية دون إنتخابات أو تفويض وبسبب ممارساتهم استقال رئيس الوزراء وانسحبت العديد من الأحزاب والمكونات من التحالف،  هذه ببساطة تجربة الحرية والتغيير التي تريدون بث الروح فيها وإعادتها وكأنك يازيد ماغزيت لنعود ذات المربع وتعود الأزمة بأسوأ من ماكانت، لن نقول باقصاء الحرية والتغيير كما تقول هي ولكن لتكن الحرية والتغيير أو مجموعة الأربعة هذه مثلها وبقية المكونات والقوى السياسية الأخرى ضمن حوار مفتوح تحت سمع وبصر الشعب السوداني يضع أسس إنتقال متوافق عليها تقود إلى الانتخابات أو لتكن الإنتخابات هي الخيار الأول ولتبدأ الحكومة القائمة الإعداد لها بإشراف ورقابة الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي والمنظمات الإقليمية وأي خطوة بخلاف ذلك ستقود إلى ما لايحمد عقباه وتؤدي إلى المزيد من التأزم في المشهد المحتقن.

You might also like
Leave a comment