هاجر سليمان تكتب: صالة السلامة وسكة الندامة.

0

الخرطوم _2022/06/02_بلادي بلص

 

 

 

وحتى لا يسلك البعض سكة الندامة جراء تبادل الاتهامات حول من يلقي اللوم على عاتقه فيما يتعلق بقضية تهريب الذهب بمطار الخرطوم، فان ما يتوجب معرفته الآن ووضعه في الاعتبار أن عملية التسليم والتسلم بين الضابط والمهرب تمت بصالة السلامة هذه الصالة تقع مسئولية تأمينها على أمن الطيران المدني في وقت لا وجود فيه للجمارك بتلك الصالة والتي كانت في القرن الماضي تتبع لشرطة الجمارك والتي كانت تطلق عليها في تلك الحقبة اسم الصالة (المعقمة) او المنطقة المفلترة والتي يكون الداخل اليها قد مر بسلسلة إجراءات معقدة تفرضها قوات الجمارك منعا لاي محاولات تهريب ولكن منذ نهاية القرن الماضي وبداية هذا القرن سلمت إدارتها للطيران المدني وابعدت عنها قوات الجمارك تماشيا مع سياسات سلطة الطيران العالمية وذلك يحدث دون مراعاة لوضع السودان وظرفه الذي يحتم على قوات الجمارك أن تكون متواجدة بتلك الصالة ، كان من المفترض أن لاتكون الشرطة هي الجهة الوحيدة التي تتخذ إجراءات مجحفة حيال منسوبيها حيث اعتادت الشرطة على دفع الثمن غاليا بغية إرضاء الشارع العام واسكاته ، وذلك دون مراعاة لمدى خطورة تلك الاجراءات ومردودها السلبي على كل قوات الشرطة بالمطار، خاصة أن الخطأ صدر من شخص واحد وما كان ينبغي أن يؤخذ الآخرون بجريرته، اضف إلى ذلك أن كل القوات الأخرى العاملة بالمطار لم تتخذ اي إجراءات حيال منسوبيها وكان من المفترض على سلطة الطيران المدني أن توقف كل منسوبيها المسئولين عن تأمين صالة السلامة باعتبار أن تغطيتها وتأمينها هي من صميم مسئولياتهم وليست ضمن مسئولية الشرطة ، لا يصح إلا الصحيح ولا ينبغي اسكات الضجيج بتحطيم الآنية الثمينة فمهما علا صوت الشارع ما كان ينبغي أن تتخذ مثل تلك الإجراءات الظالمة حيال منسوبي الشرطة الشرطة كما اسلفنا مجتمع يضم مختلف ألوان الطيف والقبائل فإن أخطأ منسوبوها فهم بشر في النهاية وهم ابناؤنا وأن أصابوا وتصرفوا بأسلوب حسن فهم أيضا أبناء الوطن ولا يجب أن تشدد عليهم الإجراءات دون غيرهم ممن تطالهم المسئولية التقصيرية في هذا الحادث الفردي ، اذ سبق حادثة ضابط الشرطة حوادث متعددة تورط فيها منسوبو أمن الطيران ففي أحد الحوادث تورطت سيدة ضابطة أمن جوي في تهريب ذهب سبائك شرعت في تسليمه لأحد الركاب وقبلها حادث أحد أفراد امن الطيران وغيرها من الحوادث الملاحظة ، على السيد وزير الداخلية المكلف مدير عام الشرطة الفريق أول عنان حامد أن يسعى لاتخاذ إجراءات صارمة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث على أن تتبع صالة السلامة لشرطة الجمارك او أن تكون عمليات تأمينها مناصفة بين الطرفين بجانب إلزام أمن الطيران بالقيام بواجبه من تفتيش كل العاملين بالمطار ووردياته وزيادة أجهزة الرقابة وبوابات الـ(آرش) التي تكشف كل ما لدى الركاب منعا لتهريب الذهب ، لن تتوقف عمليات التهريب من أولئك التجار وسيسعون لتطوير اساليبهم والمطار بحاجة لجهود ملوك الإحساس والضبطيات والذين يشتمون رائحة  الطريدة حتى قبل أن تصل إليهم .

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا