هاجر سليمان: تكتب فئران المشارح.. أنت المسؤول يا برهان .

0

الخرطوم _2022/04/18_ بلادي بلص

لعمرى يا برهان فقد أتت حكومتك شيئاً فرياً، ولو كنت مكانك لتفقدت المشارح ووقفت بنفسي على جثث بنى جلدتي وهى ملقاة كألواح خشب الابنوس على أرض صالات المشارح، بعد أن امتلأت الثلاجات وتعفنت المشارح وفاحت الروائح النتنة وخرجت من فتحات المشارح وفوهات المداخن، لتنادى الفئران من الاصقاع أن هلموا إلى وجبة ثمينة من الأجساد الآدمية، وتنادت الفئران وهاجمت الجثث ونهشت أطرافها، ثم أنها استوطنت بالمشارح حيث وجدت ضالتها من وجبة اللحوم المملحة، فظلت تأكل الأجساد، والموتى لو كانت فيهم أرواح لصرخوا ورفعوا شكواهم للمولى عز وجل، وعن هذه الانتهاكات نحدثكم، وبينما جيوش الفئران تلتهم أجساد الموتى بشراهة، نجد أن رئيس المجلس السيادى ونائبه والنائب العام وأعضاء السيادى يتناولون وجباتهم بين اهليهم، ولا يخطر على بالهم منظر تلك الجثث التى تئن منها المشارح وتجأر بالشكوى لطوب الأرض التى سالت عليها دهونهم المتعفنة، وحتى العاملين بالمشارح والأطباء الشرعيين بدأت تصيبهم نوبة من الأمراض الغريبة والمجهولة بسبب تلك الجثث وروائحها المنتنة، ولا احد فكر فى أن يتخذ خطوة جيدة فى هذا الملف، وهل يرضى اى مواطن أن تكون جثة شقيقه او أبيه او إبنه مصيرها بطون الفئران؟ وهل ترضى ام فقدت إبنها أن تلتهم الفئران جثته وتتلذذ بتناول أطرافه؟ هل نرضى أن يكون بيننا شخص ثم فجأة تتوفاه المنية ونفتقده اليوم وغداً نجد الفئران مجتمعة على جثته تتناول كل ما يطيب لها من اجزائه؟ هل تدرون أن الأطباء بالمشارح يجدون الجثة اليوم وغداً يفتقدون كثيراً من اعضائها، ثم يتساءلون فتجيبهم الفئران التى تتخذ من الجثث مرتعاً لها وتتخذ من ادبارها ملاذاً آمناً لها، ولا حول ولا قوة الا بالله، ما يحدث بالمشارح فضيحة كبرى، ويا برهان ويا النائب العام انتما مسؤولان امام الله ثم امام الشعب عما آل اليه حال تلك الجثث التى لو ردت اليها الأرواح للعنتكم ألف مرة، ولكن للاسف هذا بلد العجائب، فلماذا لم يفكر البرهان او اى من شركائه فى تسجيل زيارة خاطفة للمشارح ليقفوا على ما وصل اليه الحال لجثث تحللت حتى بانت نواجذ بعضها وسالت عصارة اجسادها اللزجة وروائح تصيبك بالغثيان والطمام، ووالله لو زرتم مشرحة واحدة يا برهان ويا مولانا خليفة فإنى أجزم بانكما ستصابان بحالة مرضية، بالاضافة الى حالة اكتئاب ستقودكما إلى الجلوس والانزواء بمكاتبكم، واقسم انكم لن تخرجوا منها حتى تكونوا قد اصدرتم قراراتكم بدفن هذه الجثث.
هذه دعوة منى لاطباء المشارح بعد أن بلغ السيل الزبى، اغلقوا المشارح واعلنوا حالة إضراب عامة ولا تتسلموا اية جثث جديدة، فإن ما يحدث بمشارحكم لن يرضى الله ولا رسوله ولا الضمير الحى، فما يحدث يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الانسان رخيص إلى حد ترك جثته رهينة للفئران لتتغذى عليها، لا تستمعوا لاية جهات تتاجر بهذه الاجساد، فهؤلاء كانوا يوماً بيننا، ولكن حينما وافتهم المنايا اصبحوا بين يدي الفئران، واكرام الميت دفنه، ولكن ما يحدث الآن هو اكرام للفئران بتركها تتناول اجساد الموتى طعاماً لها فى كل وجباتها، والمصيبة ليست هنا، المصيبة أن الفئران هذه تتوحش وتتجه لتناول الأحياء، والله يكضب الشينة.

You might also like
Leave a comment