الهوية السودانية ..نحن و الآخرين

0

بلادي بلص – محمد الطيب 

تعد مشكلة الهوية السودانية من الاشكالات القديمة جداً ولعل الاختلاف في الوصول لتعريف توافقي لجميع الأطراف صعب  من ايجاد حل لهذه المشكلة ، فالهوية الوطنية هي شعور و احساس جماعة السكان بالارتباط و الانتماء بعضهم ببعض في مقابل انتماء الجميع للوطن و هي الروابط  والصلات التي تُكون الأمة يشعر كل أفرادها بولائهم وانتمائهم  للوطن الذي يفتخرون ويعتزون به و هذا ما نفتقده في السودان .حتى يترابط المجتمع مع بعضه البعض لا بد من معرفة القواسم المشتركة للآخرين، وكذلك لابد من التفريق بين الهوية و الثقافة و المطالبة بحقوق المواطنة و لعل ما يعزز ذلك بروز حركات الهامش و التي خلطت بين الهوية و المطالبة بحقوق المواطنة و البواعث المسيطرة عليهم، إن الهويات التاريخية لديها قيمة تميزية على السودانيين الآخرين .إن أخطاء السياسة السودانية و منذ الإستقلال ألقت بظلالها على تعريف مفهوم الهوية بالرغم من محاولات البعض إلا أنها ما  تلبس أن تصطدم بالمزايدات السياسية فيصبح خطاباً لا يعكس التعريف الحقيقي للهوية السودانية لا من ناحية المفهوم  ولا من ناحية ما يطالب به البعض من تميز متوهم  لشعوب السودان القديم (كالنوبة و البجا و غيرهم ) إن مصادر الاستقطاب و الاستقطاب المضاد في تعريف الهوية السودانية قد أخذ زمناً طويلاً دون الوصول لتسوية نظرية حايلة بسبب ممارسات الساسة و كذلك بسبب خطاب الهوية المؤدلج سوا كان من أحزاب اليسار أو اليمين و قد استخدم ككرت ضغط على الحكومات المتعاقبة دون التفكير بعمق في هذا المصطلح و حصره فقط بين قوسين (عربي ، أفريقي ) و لعل إهمال التعريف الحقيقي للهوية قد جعل الأمر صعباً فبالنظر مثلا للولايات المتحدة الأمريكية  نجد أن ليس هناك ما يجمعهم سوا الانتماء للوطن أما فيما يتعلق بمسألة التعدد الثقافي فيمكن أن يحفظ عبر النسب و التناسب ، عموماً للوصول لرؤية واضحة و مرضية لقضية الهوية السودانية لا بد من تعزيز المفاهيم الآتية :

• عدم الخلط بين الهويات الوطنية التاريخية و التنوع الثقافي .

• الدفع بمفهوم الهوية من منطلق الاحساس بالمصير الواحد و المشترك .

• التفريق بين هوية الدولة و هوية المجتمع .

• العمل و فقاً لأسس التكامل القومي فبالنظر لتركيبة الشعب السوداني نجد من العوامل المشتركة التي تقرب و توحد  مفهوم الهوية لدى السودانيين أكبر من أي عوامل انقسام. • البعد عن الادلجة سوا كانت ادلجة قومية شعوبية أو ادلجة نتيجة الصراع المعروف نحو العربية و الإفريقية .

• تعزيز مفهوم المعرفة التاريخية لمعرفة  أصول السودانيين و مدى انتمائهم لأصل مشترك و مدى مساهمتهم في بناء تراث مجتمعهم .

• الابتعاد عن مفهوم (نحن ) و (الآخرين ) و العمل و فقاً لمبدأ السودنة.

إن السودانين حالياً هم فقط من يستطيعون التوافق على هوية وطنية جامعة، وإن اختلافاتنا  ماهي إلا خلاف تنوع داخل تلك القواسم المشتركة التي وحدت هذه الأمة وجعلتنا سودانيين.

You might also like
Leave a comment