لعنة الانتقال في السودان تطيح بـ “ساترفيلد” وتلحقه بـ “فليتمان”

فورين بوليسي: "سيترك فراغاً كبيراً في وقت سيء

0

تقرير وترجمة – بلادي 2022/04/13

يغادر الدبلوماسي الأمريكي، مبعوث واشنطن للقرن الأفريقي “ديفيد ساترفيلد” منصبه غضون الأسابيع المقبلة، ولم تفصح الخارجية الأمريكية عن سبب تخليه عن وظيفته.
وعلّقت صحيفة “فورين بوليسي” على خبر مغادرة “ديفيد ساترفيلد” المنصب، بأنه “سيترك فراغاً كبيراً في وقت سيء”.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين قولهم، إن “ستارفيلد” سيغادر منصبه وسيحل مكانه “بايتون كنوبف”.
ويعتبر “بايتون كنوبف” الذي شغل من قبل مهاماً في السفارة الأمريكية في الخرطوم، خبيراً في التعامل مع الجماعات المسلحة، وأول منسق لفريق خبراء الأمم المتحدة في جنوب السودان، وشغل منصب كبير المستشارين في مبادرة “إدارة الأزمات”، وكان المتحدث الرسمي باسم البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة في عهد سوزان رايس، وعمل مستشاراً للمبعوث الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط، جورج ميتشل.
وقالت مصادر صحيفة اطلعت عليها (بلادي)، إن ستارفيلد سيزور أديس أبابا اليوم الأربعاء، بصحبه نائبه الذي سيخلفه “بايتون كنوبف” لإيجاد حل تفاوضي للنزاع بين الحكومة الأثيوبية والتقراي، وضمان وصول المساعدات الإنسانية للمناطق المنكوبة.
وتقلد ستارفيلد ساترفيلد، صاحب الأربعة عقود من الخبرة الدبلوماسية في الشرق الأوسط، منصبه في يناير الماضي خلفاً لجيفري فليتمان الذي بعثه “جو بايدن” ليعالج أزمة التقراي مع الحكومة الأثيوبية وسد النهضة وقضايا الانتقال في السودان.
وعلى الرغم من أن وزير الخارجية الأمريكي “انتوني بلنكن” برّر تعيين ستارفيلد خلفاً لفيلتمان في يناير 2022، بقوله “إن عدم الاستقرار المستمر في القرن الأفريقي والتحديات السياسية والأمنية والإنسانية المترابطة في المنطقة، تتطلب تركيزاً مستداماً من قبل الولايات المتحدة”، إلا أن ستارفيلد نفسه سيلحق بخلفه فليتمان في مغادرة كرسي القرن الأفريقي الساخن.
وكان فليتمان غادر الخرطوم مساء 24 أكتوبر، بعد عدة اجتماعات عقدها مع الفريق عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء وقتها عبد الله حمدوك أبان الأزمة المستحكمة بين العسكريين والمدنيين، وقال صبيحة اليوم التالي “العسكريون كانوا يقولون لنا إنهم يريدون التوصل إلى حلّ لمخاوفهم بطريقة دستورية. وبمجرد أن غادرنا الخرطوم، قلبوا الطاولة”.
وتحدث تقارير إعلامية إن مساعدة وزير الخارجية الأمريكية للشؤون الإفريقية “مولي في” لم تكن مرتاحة لطريقة فليتمان في التعامل مع الأزمة السودانية، وهي من أوعزت للإطاحة به من ملف الخرطوم.
ومع أن انتوني بلينكن قال إن تعيين ستارفيلد خلفاً لفيلتمان فرضته ظروف المنطقة التي “تتطلب تركيزاً مستداماً من قبل أمريكا”، إلأ ستارفيلد نفسه سيغادر قبل أن ينجز شيئاً على الأرض من المطلوبات الأمريكية المعلنة، أو ربما بعد أن ينجز التسوية السودانية التي يكتنف الموقف الأمريكي حيالها الكثير من الغموض.
وأرجع مسؤولون في مجلس الأمن القومي الأمريكي ووزارة الخارجية الأمريكية لصحيفة “فورين بولسيي”، رحيل ساترفيلد المفاجيء بقولهم، إن “الولايات المتحدة مضطربة في التعامل مع ملفات مبعوثها في القرن الأفريقي”.
وقال كاميرون هدسون، الخبير في شؤون إفريقيا ومركز أبحاث المجلس الأطلسي، “إن الرحيل المحتمل لساترفيلد، قد يعيق جهود الولايات المتحدة للمساعدة في استقرار الأوضاع في السودان وإثيوبيا”. وأضاف “أزمة أوكرانيا استهلكت واشنطن”.
وفي فبراير الماضي، غادر ساترفيلد الخرطوم بشكلٍ مفاجئ بعد تعرضه لوعكية صحية، غير أن سفارة واشنطن في الخرطوم اكتفت بأنه غادر لـ”ظروف شخصية”، دون أن تخوض في سبب المغادرة الغامض.
وكانت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، أرجعت اختيار ساترفيلد بديلاً لجيفرى فليتمان “بسبب ارتباط خبرته الوثيقة بالمسائل المتعلقة بإسرائيل”.

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا