الخروج من الأزمة الراهنة … دعوات حكومية ومبادرات سياسية

0

الخرطوم – 2022/04/06- بلادي بلص

تقرير: محمد الزين الطيب

الساحة السياسية السودانية تشهد حالياً حراكاً متواصلا على عدة محاور في مقدمتها محور العمل من أجل لم الشمل وتحقيق التوافق الداخلي بين جميع المكونات.

ويظل التحدي كبيراً في هذه المرحلة السياسية الهامة في عمر السودان، لكن الأمل يبقى قوياً في أن تتمكن الحكومة الحالية والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني وجميع شركاء العمل الوطني من تحديد المنطلقات الضرورية التي تكفل قدراً عالياً من التوافق السياسي.

إنه من المؤمل حالياً أن يتم استلهام لحظات الإجماع التاريخي العديدة ضمن مسارات الحراك السياسي منذ أول يناير من عام 1956 تاريخ رفع علم الاستقلال وصولاً إلى مابعد ثورة ديسمبر.

توحيد الرؤى وتوسيع المشاركة:

قيادة الحكومة برئاسة رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان أكدت على ضرورة توحيد الجهود والرؤى والعمل الجاد للوصول إلى رؤية موحدة تضمن الخروج الآمن من الأزمة الراهنة ورحب البرهان بالمبادرة الوطنية التي إقترحتها الجبهة الثورية القائمة على أساس الحوار والشراكة، وأكد على أهمية توسيع قاعدة المشاركة السياسية لتضم كافة المكونات والقوى السياسية بخلاف المؤتمر الوطني للوصول لتوافق تام أساسه الحوار لحل الأزمة السياسية الراهنة بالبلاد مع ضرورة الإسراع في إستكمال هياكل الفترة الانتقالية.

أسامة سعيد عضو المجلس الرئاسي بالجبهة الثورية الناطق الرسمي باسم الجبهة قال إن قيادات الجبهة الثورية قدمو مبادرة للأزمة السياسية الراهنة من واقع مسؤوليتها الوطنية عبر مبادرة وطنية لإدارة حوار شامل والاعتراف بالشراكة بين المكون العسكري وكافة المكونات السياسية لإدارة الفترة الإنتقالية داعياً الحكومة والتيارات السياسية المختلفة إلى التوافق حول إختيار حكومة واختيار رئيس وزراء ومناقشة قضايا الحكم والدستور والإنتخابات،مشيراً إلى أن قيادات الجبهة بصدد تنظيم لقاءات مع الفرقاء السياسيين خلال الأيام القادمة.

تحفظ وحذر:

وفي الوقت ذاته أعلن المجلس الأعلى لنظارات البجا والعوديات المستقلة تحفظه الكامل على مبادرة الجبهة الثورية التي عقدت مؤخرا بولاية النيل الأزرق .وقال مقرر المجلس عبدالله اوبشار لمنصة بلادي الإخبارية إن مجلس البجا يتمسك بالغاء مسار شرق السودان في اتفاقية جوبا للسلام.وكاشف اوبشار عن أن الجبهة الثورية تتمسك حتى هذه اللحظة بالجانب المختص بها في تنفيذ المسارات علاوة على الاتفاق بينها وبين قادة المسار الذين وقعو عليه في جوبا.وأكد رفض المسار من قاعدة عريضه وأنه جوبه بثورة عارمة في شرق السودان.وقال إنهم يرفضون كل المبادرات المشروطة وسياسة مبدأ الاقصاء وعدم قبول الراي والراي الآخر ودعا لضرورة تقديم تنازلات حقيقة ووضع رؤية واضحة وتوافقية تناقش من خلالها كيفية إدارة الفترة الانتقالية وصولا لانتخابات حرة ونزيهة يشارك فيها الجميع.

جهود دولية واقليمية:

دول الترويكا بالخرطوم والتي تضم الولايات المتحدة والنرويج وبريطانيا خلال لقائهم البرهان موخرا أعلنت دعمها القوى لتسهيل مجهودات عملية الحوار السياسي بين السودانيين تحت رعاية الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والإيقاد والذي من المتوقع أن يقود لقيام حكومة إنتقالية ومدنية مقبولة.وأضافت القائم بالأعمال بالسفارة الأمريكية أن دول الترويكا أعلنت دعمها القوي لكل الجهود الرامية لتحقيق الإنتقال المدني الديمقراطي في السودان.

مبادرات ورؤى :

قوي الحرية والتغيير مجموعة الميثاق الوطني اطلقت هي الأخرى مبادرة وفاق “لم الشمل الوطني” من أجل العمل على انجاح وتحقيق أهداف الفترة الانتقالية عبر قسمة السلطة بين الشق المدني والعسكري وإجراء انتخابات حرة نزيهة. وأعلن مبارك اردول الأمين العام للمجموعة أن القوى انشأت تحالفاً استراتيجياً كنواة لتجميع كافة القوى السياسية التي فتحت معها حواراً بالفعل من أجل توسيع قاعدة التحالف السياسي وذلك لتحقيق أهداف الفترة الانتقالية المتمثلة في شعارات ثورة ديسمبر المباركة “حرية سلام وعدالة ” والوصول إلى إجراء انتخابات حرة نزيهة. وتابع أردول قائلا “إننا من خلال طرح هذه العملية التوافقية نبين أننا لا نسعى للانفراد بالسلطة أو عزل طرف من الأطراف من المشاركة” وأضاف “اننا نسعى في قوى الحرية والتغيير لبناء جسم سياسي في إطار هيكلة شاملة لكافة مؤسسات التنظيم تنطلق من الخرطوم لتشمل كافة ولايات السودان تعنى بتفعيل العملية السياسية في إطارها البنائي من القاعدة إلى القمة التنظيمية عبر حوار ممنهج، والتبشير بالعملية السلمية من خلال ضم كافة الأطراف التي لم تنخرط حتى الآن في عملية السلام (القائدان عبد الواحد محمد نور وعبد العزيز الحلو).

الشارع السوداني بكافة الوان طيفه ينشد استقراراً  سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وامنياً … إن الآن المطلوب قراءات واقعية لما تطمح إليه الجماهير في ظل صبرها لسنوات طويلة.إن طموحات الجماهير تتبلور في نقاط عديدة لا بد من وضعها في عين الاعتبار عبر مسارات الحراك السياسي الراهن الذي يتقدم نحو آفاق مستقبلية نأمل أن تكلل باستمرار بنجاحات مضطردة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

You might also like
Leave a comment