إسماعيل محمود يكتب: حرب الأرض والعقل واللغة

0

حرب الأرض والعقل واللغة

إسماعيل محمود

إن إحتلال الأرض يبدأ من إحتلال العقل، واحتلال العقل يبدأ من إحتلال اللغة.
هي الثلاثية التي أطلقتها بلا هوادة مليشيا الجنحويد الإرهابية وأعوانها لهدم السودان وزلزلته بتكتيكات ثلاثية الحرب النفسية.

لكن ثمة قناعات كبرى تولد مع شروق شمس كل فصل من فصول البطولة تمضي في إتجاه واحد وقول فصل يكتب في صحائف أرض السمر ان الشعب السوداني يتنفس في كل لحظة وحين نصراً عزيزاً يتمظهر فرحاً وتوهجاً،،فيما اوجاع وإنكسارات مليشيا الجنجويد ومعاونيها تنفق البكاء والعويل.

إن( الجنحويد) إذا دخلوا قريةً خربوها وأفسدوها ودمروها واغتصبوها وانتهكوها وجعلوا أهلها أذلة،، وهذا هو ديدنهم وفكرهم وذروةُ سنامِ طموحهم.

وطموحهم مستمد من جموحهم الغارق في تاريخهم المتوشح بالدموية والمتوحش أكثر من الوحشية،، ذلك لأن قناعاتهم منذ لحظة منتصف أبريل التجريف الشامل لكل السودان ثم الجلوس على سدة إدارة البلاد والعباد.

ومنذ شنهم وفرضهم حربهم على الشعب السوداني انتهجت غرف تضليلهم الإعلامي أساليب ممنهجة لبث الحرب النفسية،، لأغراض زرع الإحباط في نفوس الشعب السوداني وصناعة بروبغاندا وأكاذيب وتزييف وإخفاء للحقائق ومحاولات سمجة لبناء جدار عازل بين السودانيين والقوات المسلحة والقوات النظامية.

لكن كانت وما زالت عبقرية الشعب السوداني قادرة على إحباط محاولات غرف صناعة التضليل الإعلامي،،ورغم أن دويلة الشر عمدت على خلق (أغلبية وهمية) بتجنيد اذرع وغرف إلكترونية تنفث سموم التخويف والتفتيت لكن الوعي الوطني كان هو الأكبر والأكثر صلابة وطنية.

إن التأريخ السوداني القديم والحديث يحفل بالكثير من تلك المحاولات الغادرة لتفتيت عَضُد (ولُحمة) السودانيين ولكن مسيرة النضال الوطني كانت في النهاية هي الغالبة، لجهة وعي مكونات المجتمعات السودانية بالبطولات الشاهقة التي بذلتها المؤسسة العسكرية في سبيل الحفاظ على النسيج المجتمعي، ولن تنسى الذاكرة الجمعية ذلك ابداً رغم محاولات أذيال الجنجويد بث التشويش والإرباك.

وعورة و تعقيدات المعارك تتطلب المزيد من عبقرية الصبر،خاصة وأن مليشيا الجنجويد وشرزمتها لا تنطوي على ذرةٍ من الأخلاق لذا وجب على كل الحادبين على وطنهم الوعي والإدراك بالتدافع والدفاع عن وطنهم في شتى الميادين،

وميادينُ الحربِ الإعلامية تلك قصة أخرى ومعركة تحتاج إلى بصر وبصيرة لأن الحرب تبدأ من هواتفنا ثم بعدها تمضي إلى الميادين.

فليمتشق كلٌ منا نبله وليسد ثغرته،، فإنها ليست حرب البنادق فقط،، فليأخذ كل منا مكانه وحِذره،
الدعاة في مساجدهم، والإعلاميون في منصاتهم والاباء والأمهات في بيوتهم. وللجميع في مختلف أماكنهم عوناً وسنداً كالبنيان يشد بعضه بعضا ً

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا