إسماعيل محمود يكتب: الفاشر،،، قلبُ الصُمود

0

الفاشر،،، قلبُ الصُمود

إسماعيل محمود

الفاشر أبو زكريا ليست مجرد مدينة فحسب،، ولكنها فضاء واسع يتسع لالاف المعاني المتمدنة،، الفاشر السلطان أبو زكريا محرقة الجنجويد والبوابات التي تتكسر عندها المحاولات الخائبة والخائنة،، صمود يتحدى جموح الجنجويد وخيالاتهم الجمعية بتركيعها وإذلالها،، جل العالم أصبح ليس لديه حديث غير صمود الفاشر فوكالات الأنباء ومطابخ صناعة المحتوى الخبري أطلقوا العنان لقوقل ليتبرع لهم ويشبع شغف اهتمامهم بكيف للفاشر أن تصمد كل هذا الصمود وتتحدى مليشيات الجنجويد وداعمتها دويلة الشر الإمارات والخائبين ممن باعوا ذممهم كل هذا التحدي، بل وتتجاوز التحدي إلى أبعد مراحل الجسارة والتضحيات الشاهقة.
الفاشر فضائي عريض تشده الذكريات إلى تاريخ إداري تليد وتقاليد للدولة التي استمرت لقرون فبعد تداعي حكم السلطان علي دينار 1916 تمكنت الفاشر من أن تحافظ على عوالمها الإدارية والاجتماعية وتنمية شعبها بشكل مثالي متحدٍ ومتماسك.
يقول دكتور جبريل عبد الله وهو أشهر المؤرخين للفاشر في كتابه (من تاريخ مدينة الفاشر) إن تاريخها الاجتماعي يمكن وصفه بالتمازج والتداخل،، حيث تعتبر الفاشر مدينة المصاهرات المفتوحة وبها ذابت الحدود القبلية،،، فذوبان الحدود القبلية جعل أهلها يقفون كالجدار الصامد في وجه التهديدات المتزايدة والهجمات البربرية التي تشنها مليشيا آل دقلو الإرهابية.
هجماتها الوحشية التي استمرت لاشهر خلت وما زالت، أحالت الفاشر إلى محرقة استثنائية قضت على الأعيان والبنى التحتية التي شيدت على مدار هقول من الزمان إلى رماد.
منظمات كثيرة حذرت من مغبة هجمات المليشيا وقصفها العشوائي على المواطنين،، فبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة واليونسيف وعدد من المنظمات العاملة في حقوق الإنسان حذروا جميعًا من أن الهجوم على الفاشر سيؤدي إلى المزيد من التقتيل والتشريد والإنتهاكات،، ولكن!!!
رغم التحذيرات الدولية توالت الهجمات المتكررة التي فاقت ال50 هجمة فاشلة لم تفلح جميعها في كسر شوكة الصمود فالقوات المسلحة والقوات المشتركة وجميع مجتمع الفاشر بكل فئاته يعلم جيدًا أن الوقت فقط مكرس للتضحية والفداء.
فمع شروق شمس كل يوم تهبُ الفاشر قوية و صامدة تمارس ثباتاً مهيب،، لم تتزعزع لها عزيمة فاقبرت على تخومها جحافل المعتدين الآثمين.
فاشر على دينار العاصمة التأريخية تمثل بلا شك نقطة البسالة الفاصلة في الإقليم وكل السودان،، فهي قد بدأت في كتابة لحظات تأريخية جديدة للوحدة الوطنية وإجهاض حلم أسرة آل دقلو بالجلوس على عرش الفاشر القديم لإعلان دولة جديدة لمليشيا الجنجويد.

You might also like
Leave a comment