مرام البشير تكتب :معركة ذات البياجر والوجه الجديد للإرهاب الأمريكي

0

مرام البشير تكتب :معركة ذات البياجر والوجه الجديد للإرهاب الأمريكي

تصدر ترند معركة ذات البياجر التايم لاين العالمي في قصة مؤلمة آخرى وفصل جديد من الإرهاب الأمريكي والإسرائيلي حيث تم تفجير مايقارب من ٣ ألف جهاز من أجهزة الإتصالات اللاسلكية ” pager ” أو “البيجرز” التى يحملها عدد كبير من المواطنين اللبنانيين والعاملين في الحقل الطبي والتعليمي بالإضافة لجنود حزب الله في لبنان.

بدأت القصة من تحليق الطائرة الأمريكية “EC-130H Compass Call ” في سماء لبنان في ١٧ سبتمبر المنصرم ، قبل التفجيرات بوقت قصير ولكن القصة لم تبدأ من التحليق فعلياً فلقد كان لها تخطيط إستخباراتي مُسبق ودقيق وبحسب التسريبات التى خرجت للإعلام فإن ماحدث ينخرط تحت روايتين أولهما :

إن وكالة المخابرات الأمريكية بالتنسيق مع المُوساد وأجهزة صديقة أخرى خططت لاختراق سلسلة التوريد والإمداد لهذه الأجهزة التي يتم توريدها إلى لبنان واستبدلت إحدى الشحنات بشحنة من أجهزة “بيجرز” جديدة تم تصنيعها بإشراف هذه المخابرات تم استبدال بطاريات الليثيوم فيها بعبوات تفجيرية لكي يتم تفجيرها في وقت واحد بجميع أنحاء لبنان والضاحية الجنوبية بشرط أن تحدث إنفجار كبير ومؤثر ، كانت معظم الإنفجارات دموية ومؤثرة ولم يسلم منها حتى السفير الإيراني في لبنان تمت إصابته ولكن إصابات طفيفة .

مايعضد هذا السيناريو هو أن المركز الطبي للجامعة الأمريكية في بيروت أعلن عن استبدال جميع أجهزة ” pager ” وأجهزة النداء التابعة لطواقمه الطبية قبل الهجوم بـ ٧ أيام فقط وهو ما يؤكد أنه كان على علم بالمخطط الإرهابي لاستهداف كل من يحمل هذه الأجهزة في لبنان .

السيناريو التاني يفيد أن وكالة المخابرات الأمريكية قد سيطرت على المجال الترددي لهذه الأجهزة وعملت على تحميل برامج خبيثة عليها وعند تحليق الطائرة الأمريكية المسؤولة عن الحرب الإلكترونية وإستهداف الإتصالات اللاسلكية والتى حلقت في سماء بيروت بالتزامن مع الإنفجارات يعتقد أنها فعّلت برامج خبيثة على الأجهزة لتدميرها ذاتياً.

من المرجح أن هذا التخطيط الاستخباراتي كان نتيجة مجهود سنوات طويلة وتتبع مُستمر لكل أنواع الاتصالات التي يتم استخدامها في لبنان لا سيما حزب الله ،
ولكن وبلمح البصر تم تنفيذ العملية وهو مايُعرض كل الأيادي المتورطة فيها للكشف لأنها ستكون رسالة تنبيه لكل محور المقاومة وسيعمل علی كشف مواطن الخلل ، ولكن مايهمنا لماذا ضحّت الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل بهذا المجهود الجبار بهذه السرعة وبهذه الطريقة؟
في اعتقادي أن هذه التفجيرات جاءت كرد فعل متعجل ومتسرع على استهداف قلب تل أبيب من قبل الحوثيين في ١٥ سبتمبر المنصرم حيث كان لصاروخ “فلسطين ٢” الذي ينتمي إلى طراز الصواريخ الباليستية الفرط صوتية والذي يصل مداه إلى ٢١٥٠ كيلومترا وسرعته إلى ١٦ ماخا، ويعادل في ميزاته الصاروخ الإيراني “فتاح” ولكن بمدى أقل، كان له تأثير كبير في الداخل الإسرائيلي .
اخترق هذا الصاروخ ثلاثة منظومات دفاعية متطورة ابتداً من القبة الحديدة مروراً بمقلاع داؤود وصولاً إلى منظومة الصواريخ آرو-2 وآرو-3 وتعني السهم ، ويرجح أنه أحدث حرائق وخسائر مادية كبيرة بجانب سقوط ٩ قتلى إسرائيليين نتيجة التدافع نحو الملاجئ بعد إطلاق صافرات الإنذار.

سبق هذا التصعيد هجمات متبادلة بين محور المقاومة في لبنان واليمن والعراق وسوريا وبين إسرائيل ولكن هذا المنحنى الخطير الذي تسير نحوه الأحداث في الشرق الأوسط وفي القرن الأفريقي يجعلنا نزداد يقينا بأن مظاهر الحرب الإقليمية قد لاحت في الافق ، وكل تلك المؤشرات والتطورات المتسارعة تجعل السودان يسارع خطواته وعملياته تجاه سحق المليشيا المتمردة وتحرير كل مناطق تواجدها ، حتى إذا نشبت أى توترات في دول الجوار أو صراعات إقليمية تجد دولتنا في كامل لياقتها واستعدادها.

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا