وليد العوض يكتب: مباحثات سويسرا .. قلق توم بيرللو

0

مباحثات سويسرا .. قلق توم بيرللو
وليد العوض

في تصريحات صحفية استباقية للمبعوث الأمريكي توم بيرللو لمواقع صحيفة السوداني وراديو دبنقا حدد الأهداف المباشرة لمباحثات سويسرا من اجل الشعب السوداني، ومن اجل الاستقرار في دول الإقليم وبهذه التصريحات فكك المبعوث الأمريكي غموض والتباس الانتقال وحربه ومزاعم مليشيا الجنجويد وتنسيقية تقدم.
منذ العام أبريل 2019 غيرت الولايات المتحدة سياسة التعامل مع السودان من المبعوث الخاص إلى مبعوث القرن الأفريقي ما يعني تعزيز الأولويات الأمنية بعد تزامن عملية التغيير السياسي في إثيوبيا والسودان .

في فبراير 2023 زار السودان (8) من مبعوثي الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة للقرن الإفريقي التي تزامنت مع زيارة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ، وزيارة المبعوث الفرنسي للقرن الإفريقي ، بعدها اندلعت حرب 15 أبريل على مزاعم أجندة العملية السياسية الانتقالية .

تصريحات المبعوث الأمريكي للسوداني وراديو دبنقا هي استجابة للتضليل الإعلامي المستمر لاستمالة جماهير الفريقين “لا للتفاوض، لا للحرب، نعم للتفاوض” فطبيعة الانتقال والحرب في السودان لم تفاجئ الولايات المتحدة بتأثيراتها المحتملة بالتمدد نحو تهديد المصالح والسلم والاستقرار في الإقليم بعد تدفق عناصر المرتزقة والمقاتلين الأجانب للقتال ضمن صفوف مليشيا الدعم السريع، والدعم اللوجستي الإماراتي عبر الحدود السودانية التشادية، وأفريقيا الوسطى، حيث نشرت لجنة الخبراء التابعة لمجلس الأمن كل ذلك تحت سمع وبصر المجتمع الدولي .

المفيد في تصريحات المبعوث الأمريكي لراديو دبنقا ( وضعنا مبادرة لمحادثات السلام بناءً على التشاور مع الأطراف ومع جميع الدول في المنطقة والذين يواصلون القلق ليس فقط من أجل شعب السودان، (وهو قلقنا الأساسي)، ولكن أيضًا من أجل الاستقرار الإقليمي) وهو ملخص يخدم فهم طبيعة وتداعيات حرب 15 أبريل بصورة أفضل من رؤية تنسيقية تقدم ومليشيا الدعم السريع في البحث عن ديمقراطية النهب والتشريد واحياء عملية الاستهبال السياسي .

حينما تندلع الحروب تحقق أهدافها نحو تسريع خطوات التاريخ بالنسبة للشعوب، كما تعمل على إعادة تنظيم الجغرافيا السياسية وهي الأهداف التي عبر عنها المبعوث الأمريكي بالقلق الأساسي على الشعب والاستقرار الإقليمي، فالجوار الإقليمي أسهم في إشعال حرب 15 أبريل عبر تصدير المرتزقة والمقاتلين الأجانب لتسريع خطوات تاريخنا بتشريد الشعب السوداني وطمس الشخصية السودانية بكسر “الرجالة السودانية” عبر انتهاكات الجنجويد وتضليل وتحرير تنسيقية تقدم لخطاب الجنجويد ولا الجوع، بينما يعمل مبدأ الحسم العسكري والبل على تسريع خطوات التاريخ السياسي نحو ميلاد جديد على ذاكرة الحرب وتعزيز التلاحم الوطني الذي تعبر عنه القوات المشتركة والمقاومة الشعبية في إسناد القوات المسلحة هو تحالف تجميع المدارس السياسية في مدرسة الكرامة وحتمية حسم مليشيا الدعم السريع .
إن طبيعة حرب 15 أبريل وتداعياتها غير قابلة لمبدأ التفاوض الثنائي أو أحياء العملية السياسية على قاعدة ومعادلات العملية السياسية الانتقالية ما قبل اندلاع الحرب، فالانتقال في الأصل عمليات تفاوضية فاشلة انتهت تفاعلاتها بحرب الاستيطان والانتهاكات الجسيمة لمليشيا الدعم السريع، واطالة أمد الحرب بمزاعم اتفاقات بناء الثقة والمساعدات الإنسانية وكل القصة قلق على استقرار الإقليم مقابل زعزعة استقرار السودان وتشريد شعبه من اجل إعادة تنظيم الجغرافيا السياسية للقرن الإفريقي .

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا