إبراهيم شقلاوي:هل ينجح الاتحاد الإفريقي في وضع لبنات الحوار السوداني وصولًا لوقف الحرب

0

– وجه الحقيقة ..

– هل ينجح الاتحاد الإفريقي في وضع لبنات الحوار السوداني وصولا لوقف الحرب.

– إبراهيم شقلاوي

يظل الإتحاد الافريقي من أهم مؤسسات القارة الأفريقية التي تعمل علي تثبيت دعائم السلام و تسهيل الاندماج السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي.. و تعزيز مواقف أفريقيا بشأن القضايا المشتركة التي تهم شعوب المنطقة.. وتحقق لها السلام والأمن والطمأنينة ومساندةً تحقيق الديمقراطية.

السودان يعتبر من الدول المؤسسة للاتحاد الأفريقي في العام 1963.. حينها كان المسمي منظمة الوحدة الأفريقية بعد نيل غالبية الدول الأفريقية استقلالها.. لينتقل بعد ذلك إلى المسمى الجديد الاتحاد الأفريقي في العام 2001 في قمة سرت الليبية.. ذلك يجعل للسودان ثقل كبير ومقدر من خلال مساهماته في هذا التطور التاريخي للاتحاد.. حيث أوجب ذلك الاهتمام الخاص بقضية الحرب فيه و التي نتج عنها إفرازات كبيرة على المستوى الأمني و السياسي و الإنساني و الاقتصادي.. حيث أصبحت مهددًا لوحدة القومية و كيانه السياسي و الاجتماعي و موارده الاقتصادية .

ذلك يجعل من الأهمية أن ينهض الاتحاد الإفريقي بكل آلياته السياسية و الإنسانية و الاقتصادية ليكون حاضرًا في المشهد السوداني لأجل إيقاف هذه الحرب التي اندلعت في الخامس عشر من أبريل من العام الماضي … وضرورة مساندة السودان من خلال الدعوات المتجددة على المستوى المحلي و الإقليمي و الدولي لضرورة وقف الحرب.. بجانب أهمية حمل الدول الأفريقية والعالم للخروج من الحياد.. تجاه هذه الحرب.. التي لا يستقيم المساواة فيها بين الجيش الوطني و قوات متمردة عليه حسب الإعلام الرسمي للجيش والحكومة السودانية .

على ضو ذلك دعا الإتحاد إلى إقامة مؤتمر تحضيري للحوار السياسي السوداني بأديس أبابا في العاشر من يوليو الجاري والذي سيستمر حتى الخامس عشر منه بحضور عدد من القوى السياسية على رأسها الكتلة الديمقراطية و القوى المدنية و الأهلية و ممثلين للشباب و المرأة و منظمات المجتمع المدني.. في ظل مقاطعة تنسيقية القوى المدنية ( تقدم) المحسوبه على قوات الدعم السريع من خلال مناصرتها المبطنة بعد توقيع إعلان سياسي داعم لهذه القوات في أديس ابابا في يناير من هذا العام .. والتي كانت تبحث عن الغلبة وسط الحاضرين بالرغم من توضيحات الاتحاد الإفريقي بأن الموتمر ينعقد لأجل وضع منهج ومحددات للحوار لا علاقة له بتصويت على أيا من القضايا حتى يكون هناك حرص على غلبة حزبية .

حسب مراقبين تم اعتماد عدد من المواضيع للنقاش بغية الوصول إلى توافق حولها يجعل من الممكن قيام حوار جاد بين الفرقاء السودانيين بما يمكن من وضع خارطة طريق متوافق عليها لوقف الحرب و تشكيل ملامح اليوم التالي.. حيث برز خلال ذلك.. توافق المشاركون على ثلاث محاور اساسية متمثلة في :
أولا : تحديد من هم المشاركون في الحوار السياسي السوداني السوداني ..
ثانيا : تحديد قضايا الحوار الأساسية التي يؤدي التوافق عليها بغية الخروج من الازمة
ثالثا : مكان الحوار و زمانه.. حيث تمضي القوى السياسية أن يكون مكان الحوار داخل البلاد.. و أن يكون زمانه لا يتجاوز مطلع الشهر القادم.. برعاية الاتحاد الأفريقي و المجتمع الدولي كمسهلين وضامنين لتنفيذ ما سوف يتم التوافق عليه.. هذا الترتيب إذا مضي وفقا لذلك فإنه كفيل بقفل باب التكسب السياسي و فرض الاجندات الخارجية على البلاد التي تسعى لها بعض الأطراف.

في جانب اخر يرى عدد من المراقبين أن المؤتمر يمثل فرصة جيدة لوقف الحرب و الخروج من الأزمة السياسية و إحداث تحول إيجابي يمكن البناء عليه مستقبلًا.. حيث اعتبر ما جرى من توافق للمؤتمرون على لجنة وطنية برئاسة السفير نور الدين ساتي أعطى الأمل لتجاوز الاختناقات التي كانت تحدث من حين إلى آخر حين تقديم بعض القيادات.. من المعلوم أن السفير ساتي له مواقف وطنية مشهودة ويتمتع بقدر من الحياد بالرغم من أنه محسوب على مجموعة تقدم إلا أن ذلك لاينفي كونه من الكفاءات الوطنية و المهنية.. كذلك لجنته التي تم التوافق عليها تعتبر من الشخصيات الوطنية المقبولة لجميع الأطراف.. و التي تضم السلطان صديق ودعة و الاستاذة ماجدة عوض خوجلي و القس عز الدين الطيب و الأستاذ يوسف عبد الله كاربينو .. والتي اسنتدت لها مهام الترتيب لاجراء الحوار السوداني السوداني بجانب توصيف دور المجتمع الدولي في سبل إقرار السلام وآلياته ، واعمال الإغاثة والمساعدات الإنسانية..

ستقوم اللجنة بعد انتهاء مداولات اللجان حول المحاور المطروحة برفع التوصيات المتوافق عليها بين المشاركين إلى اللجنة الإفريقية رفعية المستوى حول الأزمة السودانية.. بعدها يصبح من الممكن المضي قدمًا في رسم خارطة طريق لمستقبل العملية السياسية في السودان.. والتي من المتوقع أن يسبقها إقرار اتفاق جدة الذي اعتبره الجيش أساس المضي في الترتيبات الأمنية حيث حدد الاتفاق.. خروج قوات الدعم السريع من الأعيان المدنية وبيوت المواطنين والتجميع في معسكرات خارج ولاية الخرطوم.

إن نجاح القوى السياسية المجتمعة الآن في أديس أبابا في رسم خارطة طريق للحوار الوطني السوداني السوداني لايستثني أحد .. يمكن الاتحاد الأفريقي من دعم هذا المسعى بعيدًا عن الضغوط الدولية أو الإقليمية.. لأجل إقرار سلام دائم و مستدام.. تسبقه الترتيبات الأمنية.. ومن ثم وصولًا لوقف الحرب التي بات أمر وقفها ملزمًا .. يتطلع له عدد كبير من الشعب السوداني الذي تأثر في أمنه ومعاشه ووحداته الوطنية بهذا الحرب.
دمتم بخير وعافية..

You might also like
Leave a comment