عثمان البلولة يكتب… مُخ الدولة و ذاكرتها

0

فصل الخطاب
كتب عثمان البلولة
مُخ الدولة و ذاكرتها
(1)
بين دخان الحروب وركام الدمار كانت صرخات الأبرياء تخترق مسامع الجميع، ولاسيما آلام الاضطرابات تشتدّ عليهم وهم لا حول لهم ولا قوة، ثم لينبثق نور الأمل من بين أولئك الرجال الذين لا يخشون الموت في سبيل الحق، فتية من أبناء الوطن هم من كتبوا التاريخ بدمائهم الذكية وأعادوا للوطن كرامته المفقودة في لحظات الاختبار الحقيقية، تتجلى الوطنية الحقة وتبرز البطولات الخالدة، حيث يصبح كل رجل وامرأة رمزًا للتضحية والإيثار.
إن منسوبي جهاز المخابرات العامة أبلوا بلاءً عظيمًا في ميادين القتال فكانوا نسورًا في سماء الوطن كعادتهم وجسورًا لعبور الوطن إلى نهضته هم مخ الدولة وذاكرتها.، بل أمتدت أدوارهم إلى كل ركن من أركان الوطن، حيث يعمل الجميع يدًا بيد لمد الجسور بين الماضي والمستقبل، وبين الألم والأمل، لبناء وطن يليق بتضحيات أبنائه .
(2)
بعد أن استفاقت المؤسسات العسكرية من صدمة تمرد مليشيا آل دقلو، تمكن الفريق أول/ مفضّل من توجيه دفة العمل الخارجي بحنكة السياسيين وفطنة الدبلوماسيين ودهاء رجال المخابرات. فاستطاع بحنكته وبُعد نظره أن يستنهض همم رجال الدولة ويعيد ترتيب الأوراق السياسية والدبلوماسية بما يخدم مصلحة الوطن، متغلبًا على التحديات ومتجاوزًا العقبات بحنكة ودهاء يُحسد عليهما.
(3)
وكان السودان حاضرًا في أضابير مجلس الأمن الدولي بفضل مجهودات هذا الجنرال الذي يزداد بريقًا كلما اشتدت محنة الوطن. تتجلى مقدراته في أصعب الأوقات، حيث يقود جهودًا دؤوبة لتعزيز مكانة السودان على الساحة الدولية، مؤكدًا التزامه بالدفاع عن مصالح الوطن وصون كرامته في المحافل العالمية .
أدار الجميع ظهورهم عن مساندة السودان في كربته عندما أرتفع صوت أهل الباطل ظن أهل الحياد بأن أهل الحق إلى زوال ولكن سرعان ما استعاد أهل الحق قوتهم تقهقر أهل الباطل وأُديرت وجوه تلك الظهور إلى السودان مرة أخرى، وفي خضم المعارك التي تشهدها أجزاء واسعة من مدن السودان بادر الأشقاء في مصر بجمع الأطراف السودانية على مائدة مستديرة لتقريب وجهات النظر والوصول لتسوية سياسية شاملة لا يُقصى فيها أحد تُفضي لإيقاف الحرب الدائرة في البلاد بين الجيش السوداني والمليشيا الإرهابية المسلحة التابعة (آل دقلو) نرحب بالمبادرة الأخوية الرامية إلى جمع الفرقاء السياسيين كنا نأمل أن تكون النتيجة إيجابية ولكن أتت (قحت+تقدم) لهذا الطرح وهي تستصغر نظرائها من المكونات السياسية مما جعل المبادرة تحمل بذرة فنائها داخل أحشائها قبل صدور بيانها الختامي .
(4)
زيارة نائب وزير الخارجية السعودي للسودان أتت لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين بلاده وأوصل رسالة إلى رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان أعرب فيها عن جهود المملكة العربية السعودية في العودة إلى مسار المفاوضات في منبر (جدة) وأن بلاده ستبذل قصارى جهدها لتحقيق السلام والاستقرار في السودان والروابط الأزلية تحتم عليهم المضي قدمًا نحو هذا الهدف .
(5)
زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إلى السودان تعدّ الأولى منذ اندلاع الحرب السودانية الحالية ضدّ مليشيا آل دقلو الإرهابية هذه الزيارة أتت متأخرة جدًا ولكن أن تأتي متاخرًا خير من لا تأتي، تحفظات دول الجوار على نيل شرف المبادرة بالدعم والمساندة للمؤسسات الشرعية في البلاد، كان الجميع يصطف حتى تستبين الرؤية العامة للدولة وإلى أي مدى يمكن أن يصمت الجيش السوداني أمام طوفان مليشيا آل دقلو الإرهابية المسنودة من دائرة الشر أمام طاقة بشرية مزودة بكل الوسائل و الإمكانيات المادية والمعنوية وآلة إعلامية فتاكة قادر على تحقيق أهدافها ولو بعد حين، أكثر المتفائلين ما كان يتوقع بأن يصمد الجيش أمام القوة العسكرية المسعورة التي مارست أسوأ أنواع العنف والإرهاب في حق الدولة السودانية .. تزعزع صبر آل البيت ناهيك عن دولة الجوار .
(6)
ستتوالى الوفود الخارجية حاملةً برقيات الاعتذار وطي صفحات الماضي، على أمل إعادة بناء الثقة بالمساندة في الاضابير المحلية و الإقليمية والدولية والكف عن الأذى بكل أنواعه والعمل المشترك على تجاوز الأزمة الراهنة، بدًأ من دولة تشاد ثم جنوب السودان ثم القائمة تمتد .
نواصل ….

You might also like
Leave a comment