أمريكا… لعبة خداع الجماهير

0

مرام البشير ✍️

أمريكا… لعبة خداع الجماهير

“إن الهدف النهائي للعقوبات ليس المعاقبة، وأنما إحداث تغيير إيجابي في السلوك” كانت هذه الجملة الختامية في بيان مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية الذي صدر بتاريخ ٤ ديسمبر الجاري والذي بموجبه تم فرض عقوبات على بعض الشخصيات السودانية.

خلال سبعة أشهر من الدمار شبه الكامل في السودان فرضت أمريكا أربعة إعلانات عن عقوبات تم بموجبها فرض عقوبات على عدد من الشركات والشخصيات، لن أتطرق في هذا المقال لماهية هذه الشخصيات لثقتي الكبيرة في أن الشعب السوداني أصبح على درجة كبيرة من الوعي ليميز بين الرجال الذين ساهموا في نهضة وأمن واستقرار هذه البلاد وبين أشباه الرجال الذين خانوا تراب الوطن وشعبه بحفنة دراهم وريالات حتى لو اجتمعت هذه الشخصيات في قائمة واحدة.

إن ظهور أسماء مديري الأمن السابقين في القائمة هو بذاته التضليل السياسي والإعلامي الذي سأتطرق له في هذا المقال، حيث إن هذه العقوبات وبحسب كثير من الخبراء والصحفيين الأمريكيين ليست سوى فرقعة إعلامية وسياسية، لا سيما أن صلاح قوش المذكور في العقوبات الأخيرة يخضع بالفعل للعقوبات الأمريكية منذ العام 2019 وليس لهذه العقوبات أي تأثير عملي لأن أصوله مجمدة أصلا بموجب تلك العقوبات.

دعونا نسلط الضوء على عمليات “تضليل الحقائق” أو “تشويه الصورة” التي تمارسها الإدارة الأمريكية من خلال سلاح العقوبات والتي تظهر خطواتها في سياق خداع الجمهور بهدف تشويه الفهم العام للحقائق وتشويه سمعة أفراد بعينهم.

تبدأ خطوات خداع الجماهير عبر:

1. التلاعب بالمعلومات المقدمة وذلك عبر إبراز جوانب معينة غير مهمة من القصة والتغاضي عما هو أهم، مثل التطرق لمعاقبة هذه الشخصيات وتجاهل قادة التمرد التي ترتكب الجرائم في دارفور وتمارس الإبادة الجماعية ضد قبائل محددة، بالإضافة لحالات الاغتصاب والاختفاء القسري للنساء والأطفال وفوق ذلك كله ازدهار تجارة الرقيق التي تعتبر جرما جنائيا في نظر القوانين الدولية، إن أمريكا تمارس التضليل بهدف التهرب من إدانة قادة التمرد الذين يصدرون هذه الأوامر أمثال عبد الرحمن جمعة بارك الله قائد التمرد بالجنينة، حامد أمبيلو مسؤول الاجتماعي بالتمرد والتجاني الطاهر كرشوم وغيرهم من قيادات التمرد في دارفور الذين تتم هذه الجرائم تحت رعايتهم ومباركتهم.

2. يظهر خداع الجماهير أيضا في محاولة مساواة أطراف الحرب في السودان مع بعضها ليظن العالم أن الصراع بين طرفين متكافئين وليس هناك فائدة من الحرب بينهما وليس هناك منتصر فكلاهما خاسر، وهنا يظهر جليا مساواة العميل طه عثمان مع شخصيات وطنية أخرى عبر إدراجهم جميعا في قائمة واحدة وتقديمهم للشعب السوداني على أنهم جميعا سواسية في تأجيج الحرب وعرقلة السلام في تجاهل واضح لحقيقة أن العميل طه عثمان هو السبب الرئيس في إشعال الحرب في السودان ويتحمل مسؤولية الدمار والقتل والتشريد الذي حل بالسودانيين منذ أن خان الأمانة في إدارة مكتب الرئيس السابق عمر البشير.

3. يتواصل الخداع عبر محاولة التصدي للمجهودات الحثيثة من بعض المحامين السودانيين الذين يعدون لائحة بأسماء كل العملاء السياسيين من قوى الحرية والتغيير والمستشارين والعسكريين في مليشيات التمرد المشاركين في تأجيج الحرب وتوثيق دورهم وتقديم كل الأدلة للمحاكم الدولية لإدانتهم، ولكن أمريكا تحاول تغبيش الرأي العام وتضليله قبل اكتمال هذه اللائحة والتوصل لإدانات لها في المجتمع الدولي.

4. تحاول أمريكا أيضا خداع الجمهور عبر تصدير صورة الدولة العادلة للعالم من خلال تقنيات الإقناع اللفظي والإيمائي المتكرر حيث تسلط الضوء على جوانب محددة تخدم أجندتها بدلا من تقديم صورة شاملة للحرب الدائرة في السودان مستغلة في ذلك التلاعب بمشاعر السودانيين وتوجيه الانتباه بعيدا عن الحقائق الأساسية التي تشير لهزيمة التمرد وقرب انتصار الجيش.

You might also like
Leave a comment