عام الاتفاق الإطاري : كيف اخرجت الأرض أثقالها ؟

0

وليد العوض ✍️

تمر اليوم الذكرى الأولى للاتفاق الإطاري الذي أشعلت تفاعلاته حرب 15 أبريل، ففي الخامس من ديسمبر 2022 وقع المكون العسكري وقحت جناح التسوية السياسية بمبادرة من الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية التي تحولت إلى الآلية الثلاثية ، والآلية الرباعية ، وواجهت الاتفاق ثلاث جبهات معارضة أبرزها قوى الحرية والتغيير الجناح الجذري الذي طرح شعار لا تفاوض لا شراكة ولاشرعية ، وجبهة قوى نداء الوطن ” مبادرة الشيخ الجد ، وأخيرا جبهة الكتلة الديمقراطية ، وفي المقابل تشكل التحالف بين الدعم السريع وقحت المجلس المركزي على أساس المبادرة السعودية الأمريكية ومسودة الدستور الانتقالي الذي طرحته اللجنة التسيرية لنقابة المحاميين الموالية لقحت .

على انسداد الأفق الانتقالي اندلعت حرب 15 أبريل وحدث ما حدث من تداعيات اخرجت فيه البلاد أثقالها وتنفست الكراهية وتطورات الحرب من حرب انتقال سياسي إلى حرب على الدولة والتاريخ حتى وصلت إلى حرب وكالة دولية وإقليمية لتبدو واضحة التعقيد.

المهم في جرد حساب عام الاتفاق الإطاري ، وتسعة أشهر الحرب الهجينة النظر إلى المكاسب وانتصار القوات المسلحة في ميدان الآليات الثلاثية والرباعية الضالعة في هذه الحرب ، حيث أنهى مجلس الأمن الدولي بعثة يونيتامس وطرد رئيس البعثة ، تراجع دور الاتحاد الأفريقي والإيقاد .

انهيار وفشل منبر جدة في تنفيذ التزامات اتفاقي مايو /نوفمبر موقف يعبر عن فشل المبادرة الأمريكية السعودية 2 في إنهاء الحرب ، ولا تنفصل عملية انهيار جدة عن التصعيد السياسي ضد الأمارات الذي يقرأ في سياق فشل الآلية الرباعية في هندسة الاتفاق الإطاري وإنهاء الحرب مرة أخرى.

الاتفاق الإطاري وحرب 15 أبريل دروس لم تستفيد منها قوى الحرية والتغيير حتى بعد سقوط كل رافعات ومراهنات الانتقال ، فالاتفاق الإطاري كمعالجة سياسية لتحقيق التقارب بين المكون العسكري والمدني ما بعد 25 اكتوبر أحدثت مفاصلة داخل المكون المدني مازالت قائمة ومختلفة حول آليات الوصول إلى الدولة المدنية ، وعلى مستوى المراهنة على التدخل الخارجية ودخلت هي الأخرى في حالة الانقسام الإقليمي والدولي حول مستقبل السودان وإنهاء الحرب من خلال تعدد المبادرات الدولية والإقليمية .

إن الاتفاق الإطاري وتطورات ومتغيرات الحرب جعلت الخيارات المتاحة لا تخرج من سياق المراجعة السياسية بالعودة للحوار الوطني بإرادة سودانية لانقاذ الدولة من الانهيار ، فالمضي في سياسة المراهنة على العامل الخارجي غير مجدية وتم تجريبها في المبادرة الإفريقية الإثيوبية، والمبادرة الأمريكية السعودية الأولى والثانية وفشلت في الاتفاق الإطاري وفي إنهاء الحرب ، أما الخيار الصعب هو مراقبة اكتمال دورة الحرب وتفاعلاتها .

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا