اليونيتامس الوداع غير المأسوف

0

مرام البشير ✍️…اليونيتامس الوداع غير المأسوف

بداية القصة كانت في العراق ، كانوا جميعا حاضرين السفير الأمريكي جوت فيري ، المبعوث الأممي فولكر وغريتا فينر الخبيرة بلجنة التفكيك ، أنها الشخصيات التي أوكل لها مهمة القيام بتفكيك دولة العراق ، كان قرار تفكيك الجيش العراقي أول القرارات، ثم قرار تفكيك مؤسسات الدولة واخيرا تجميد عمل السلطة القضائية وكل ذلك تحت مظلة الإنتقال الديمقراطي للشعب العراقي والحريات ، وتفكيك المنظومة الإستبدادية .

عقدت الاجتماعات والورش والندوات تحت أسماء لجان مختلفة فكانت المحصلة النهائية تدمير العراق بالكامل وتفكيك الجيش العراقي بعد أن كان رابع أقوى الجيوش في العالم ، خلفت هذه القرارات نحو أكثر من مليون قتيل من الشعب العراقي وفتحت بعدها نيران الطائفية التي لم يسلم منها العراق إلى يومنا هذا .

نهاية القصة اليوم في السودان قرار بإنهاء تفويض بعثة اليونتامس التي طالب بها حمدوك عندما كان رئيسا للوزراء بتكليف من المخابرات البريطانية آنذاك والتي جاءت بذات الشخصيات السابقة وكررت ذات السيناريو العراقي الذي نفذ في عدد من الدول بذات الأشخاص مع استبدال سياسة الغزو المسلح بعملاء محليين لتحقيق ذات الهدف بأقل تكلفة ممكنة.

على الرغم من أن الألم يعتصر الفؤاد والعين ترهقها دموع الحسرة والندم على التفريط في هذا التراب خاصة بعد أن رأينا ما استطاعت أن تفعله هذه البعثة وأعضاءها من جر البلاد لحرب ضروس كان هدفها الرئيس قتل وتشريد وتدمير الشعب السوداني ومؤسساته إلا أن قواتنا المسلحة السودانية وعت الدرس تماما وظلت صامدة ومتماسكة منذ بداية الحرب وأفشلت مخططات البعثة المشؤومة، وهاهي الدبلوماسية السودانية اليوم تثلج صدورنا وتوقد فينا الأمل وتحدثنا بأن السودان سينتصر من خلال تدارك أخطاءه والتعلم من جراحات شعبه المنكوب ، هذا القرار أعاد ثقتنا في الدبلوماسية السودانية التى إفتقدناها منذ سنين ، هذا القرار أعاد إلى شعبنا إرادته الحرة التي سلبت بواسطة عصابة من الطامحين السياسيين .

“إعلاء إرادة الشعب ” سيكون هو أول الدروس المستفادة من هذا النصر ، بحيث لا يترك مصير الدولة في أيدى طامحين سياسيين أو أفراد ليستولوا على قرار الشعب ويصادروا حياة السودانيين،

الدرس الثانى هو “لا لتمجيد الأشخاص ” لان هذا التمجيد أوردنا مورد الهلاك ، علينا بتمجيد الأفكار والمواقف والقانون والمؤسسات والا يعلو صوت الأفراد مهما كان لهم من سلطة أو سطوة.

اخيرا نقول إنطوت صفحة الخيانة والعمالة والإرتزاق ،انتهى زمان “شكرا حمدوك” و “لا للحرب ” وآتى زمان

شكرا شعبنا المناضل،

شكرا نساءنا الصابرات،

شكرا شبابنا الصامد ،

شكرا أطفالنا الأبطال،

وشكرا جيشنا الباذخ الشجاع .

 

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا