إدريس محمد آدم يكتب (الجزء الثاني الابتلاءات والتحديات)

0

الخرطوم: بلادي

 

نواصل عن جراحات الوطن من حيث وقفنا عند الخليل عزة في هواك…

إذ يبدو أن هوى الساسة الحاليين للوطن ضعيف جدا.. يكاد يكون أوهن من خيط العنكبوت.. ولا يأبهون بحق هذا الوطن عليهم ، بقدر ما تمكنت منهم الأنانية وتجردت نخوة الاعتزاز بالوطنية، ولا غيرة تتملكهم على تفوق بلدان تقدمناها سنين عددا في نيل الكرامة والاستقلال والسيادة لتتجاوزنا نماءا واعمارا ونهضة…

إن حالة اللا اتفاق واللا اعتراف بالآخر هي بيت الداء والبلاء الذي يسكننا وعطل بلوغ الثورة العظيمة لغاياتها في التحول المنشود، ورسم لوحة زاهية الألوان لسودان جديد دافعة إلى ذلك وطنية خالصة وتنوع محبب بقبول الاخر ونبذ الكراهية وترسيخ مفهوم الوطن لجميع ابنائه..

لو أن ساسة أهل السودان تساموا وارتقوا بوعيهم وتنازلوا اطماع السلطة ولعبة الكراسي وعملوا على للمصلحة العامة ، لكان لهم ما أرادوا ، فلا سلطة أو جاه بلا وطن ، فالوطن أولا…

تأبي الرماح إذا اجتمعن تكسرا… وإذا افترقن تكسرت آحادا… لن نصل مالم نتفق ، ولن نتفق إن لم نكن على قلب رجل واحد.

إن في تقارب الحرية والتغيير المجلس المركزي… والكتلة الديمقراطية… وها هو الشرق قد اتي… وترك الناظر ترك وأهلنا هناك التحشيد والتقفيل والتهديد… ورضي عبد العزيز الحلو بحلاوة السودان.. ورغب عبدالواحد نور أن يكون واحدا من جموع شعبه الذي اعياه طول الانتظار لعودة ابنيه المتخلفين عن ركب السلام مع إخوتهم وسابقيهم في تلبية نداء الوطن وواجبه منخرطين في عملية سلام حملت اسم اتفاق جوبا لسلام السودان خضعت مؤخرا وبعد عامين من التوقيع عليها لتقييم وتقويم في تنفيذ بنودها وتعديلات لتتواءم والمرحلة الآتية قريبا جدا حسب التكهنات والارهصات بتكوين حكومة مدنية تعبر بالبلاد خلال مرحلة انتقالية محددة إلى انتخابات حرة وخالصة..

يبدو أن الظروف الآن اصبحت مواتية للاصلاح بعد موافقة الغالبية من المكونات السياسية على الاتفاق الاطاري المجمع عليه ليكون المخرج للبلاد من أزمتها التي طالت واستطالت بسبب خالف تذكر والكثير مما ذكر آنفا….

إن الجميع من مكونات سياسية بمختلف مسمياتها ، والآلية الثلاثية والرباعية واصدقاء السودان من المخلصين والحادبين على استقراره ، يتأهبون لبدء مرحلة جديدة في السودان عنوانها الأبرز ، الجدية والعزم على إنهاء الأزمة فيه التي ارهقت إنسانه ، واضعفت اقتصاده.. واثرت حتى على أولئك الاصدقاء الذين تعطلت مصالحهم المشتركة جراء هذه الأزمة المستفحلة…

فهيا نبث القوة والمنعة في جسد هذا الوطن المنهك… لينهض عملاقا شامخا بين عديد الدول والبلدان…

( ووطني… ولا ملي بطني)

ونلقاكم…

إدريس محمد آدم

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا