إدريس محمد آدم يكتب : الابتلاءات والتحديات

0

الخرطوم : بلادي

 

 

جراحات مثخنة يئن منها الوطن وأوجاع مؤلمة طالت سائر جسده لم تجد دواءا ليبرأ منها ويتعافي؛ رغم كل الاسعافات والمحاولات التي تمت ولازالت تجري عسى ولعل أن تنفعه شفاعة الشافعين.
إن الابتلاءات والتحديات التي اصابت البلاد في مقتل هي جناية كبرى ارتكبها بنوه في حقه.. بالخلافات والنزاعات والجهويات والاثنيات. ثم عاثوا فسادا بمكتسباته وثرواته وفتوا من عضده فانهار اقتصاده، وافقر إنسانه، وتمزق نسيجه ونزح وتشرد. وضربته الفوضى، وسادت الفتن بين مكوناته، فكان الحريق والتقطيع والتنكيل والموت الزؤام في غياب سلطة الدولة وانسحاب هيمنتها وقوانينها التي تنظم الحياة لعامة الناس .
كل ذلك يحدث في اعقاب ثورة عظيمة ازاحت نظاما استمر ثلاثين عاما حسوما.. انهت ظلماته وأوقدت شموع الأمل لعهد جديد يتوشح بشعار الحرية والسلام والعدالة… هتاف شق عنان السماء رددته حناجر العاشقين لهذا الوطن المعطاء من ابنائه وبناته الذين ماهان السودان يوما عليهم ولا غاب عن اهتمامهم طرفة عين .
تحققت الثورة.. وبقى الأمل يراود الثوار والثائرات وعموم الشعب السوداني في البناء والإعمار والتنمية عبر بدايات متعثرة شابتها تجذابات وتقاطعات كثيفة لبلوغ وثيقة دستورية تنظيم وتدير عبر حكومة انتقالية لإدارة مرحلة محدده للوصول إلى انتخابات في نهايتها.. ومنها بدأت ملامح الخارطة المفترضة للسير نحو بلوغ الغايات… وتشكلت الحكومة برئاسة عبدالله حمدوك.. وتكون بالمقابل مجلس سيادة برئاسة البرهان .
وبدأ العمل بملف السلام، لتحتفل جوبا والخرطوم باتفاق للسلام منقوص في اكتوبر 2020 لعدد من حركات الكفاح وتأخر عبد. العزيز الحلو وعبد الواحد نور عن الركب
لم يضف ذلك السلام الكثير في وقف نزيف الدم خاصة في دارفور التي تأججت صراعاتها عقب الاتفاق رغم توقيع كبار القادة من ابنائها على الاتفاق ونالوا مواقع مرموقة في الحكومة الانتقالية وقتها… كما أن النيل الأزرق ورغم أن عقار ضمن الموقعين على الاتفاق هي الاخرى شهدت أحداثا دامية بين مكوناتها… وظهور الناظر ترك بشرق البلاد في المشهد… واغلاق الميناء والطريق القومي. والشارع في العاصمة مرجل يغلي وسقوط قتلى وجرحى. احتجاجات ووقفات على طرق قومية من وقت لأخر لقضايا مناطقية.. وصراعات بين هؤلاء وأولئك… انسحاب العسكر من العملية السياسية… فولكر وما أدراك ما فولكر.. الآلية الثلاثية والرباعية ومبادرات تلو أخرى ولا جديد .
تباعدت مسافات التلاقي بين المكونات السياسية.. وتفرقت جهودها أيدي سبأ… شد وجذب هنا في الحرية والتغيير المركزي وهناك الحرية والتغيير الكتلة الديمقراطية.. عجبي أن تتجزأ الحرية!!!!
كل ذلك والوطن الجريح ينزف ويئن تحت وطأة الاطماع الشخصية الضيقة.
إن مايحدث هذا أشبه بالقصعة التي يتكالب عليها الأكلة في شراهة ونهم كل يمني النفس أن يأخذ النصيب الأوفر طمعا وغلا
ولا باك على الوطن الذي غنى له الخليل: عازة في هواك
ولنا عودة..
إدريس محمد آدم

You might also like
Leave a comment