زيارة مفضّل لواشنطن.. المخابرات السودانية داخل مطابخ القرار الأمريكية

تعزيز العلاقات الأمنية والاستخباراتية مع الجانب الأمريكي

0

تقرير – محمد جمال قندول
عاد مدير المخابرات العامة، الفريق أول أحمد إبراهيم مُفضل إلى البلاد، بعد زيارة رسمية لواشنطون في إطار تعزيز العلاقات الأمنية والاستخباراتية مع الجانب الامريكي، في ظل التحديات والتعقيدات التي يمر بها السودان ودول القرن الأفريقي.
وتشهد الخرطوم أزمة سياسية حادة وسط مساعٍ سودانية واقليمية ودولية للوصول لتوافق بين الفرقاء لاستئناف الانتقال المتعثر، ولكن مراقبين اعتبروا ان رحلة مُفضل مرتبطة بمحاور عديدة، أبرزها ملف القرن الأفريقي المُجابه بأزمات، فضلاً عن التعاون في نواحٍ أخرى على غرار الهجرة غير الشرعية والإرهاب، وقطعاً ملف الاطراف المتشاكسة قد أخذ حيزاً من النقاش من داخل المطبخ الأمريكي.

ملفات التعاون
وبرز تعاون وثيق بين جهاز المخابرات السوداني، ووكالة المخابرات الأمريكية خلال السنوات الأخيرة، خاصة في ما يلي ملفات الهجرة غير الشرعية والإرهاب، كما أن المخابرات السودانية بقيادة الفريق أول مفضّل، ترأس اللجنة التنسيقية الإقليمية لمخابرات منطقة دول البحيرات العظمى، وهو أمر يستدعي تنسيقاً كبيراً يجعل تعويل واشنطون على الخرطوم أمنياً، مطلوباً، خاصة أن جهاز المخابرات السودانية أثبت جدارة كبيرة في ملف الإرهاب وظل من أهم المرتكزات للولايات المتحدة الامريكية في محاربته.
ولعب جهاز المخابرات السوداني دوراً مقدراً في إزالة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، بفضل تعاونه مع الجهاز الأمريكي.
وعلى مستوى الأزمة الداخلية، شكّل الجانب الامريكي حضوراً كبيراً خلال الأشهر الأخيرة، خاصة بعد وصول السفير الامريكي جون غودفري لمزاولة مهامه. واستطاعت واشنطون برفقة اللجنة “الرباعية”، تحريك راكد المسار السياسي وجمع الفرقاء، وصولاً للاتفاق الإطاري الذي بدأ مرحلته النهائية.
وتوقّع مراقبون، أن تكون زيارة الفريق أول أحمد إبراهيم مفضّل، قد استعرضت ملفات التعاون بين الدولتين، بجانب النقاش حول مسار الأزمة السياسية في البلاد، خاصة أن المجتمع الدولي بدأ يتخوف من تداعيات الملف السوداني الذي ما زال مستعصياً للوصول إلى حل جذري، باعتبار أن الاتفاق الإطاري الذي ترعاه أمريكا ودول أخرى، ما زال محاصراً بتحديات الرافضين والحملات الشرسة التي يتعرض لها, وأشاروا إلى أن مدير المخابرات السوداني قطعاً استفاض في شرح تفاصيل الاشكاليات التي تحاصر الخرطوم سياسياً، وتتفرع منها تداعيات في كل مناحي أخرى.

العلاقات بين المؤسستين
ويذهب أستاذ العلوم السياسية في عدد من الجامعات، الخبير والمحلل السياسي د. نصر الدين التيجاني، يذهب إلى أن الزيارة مُبرمجة مسبقاً، وليست مفاجئة، وتأتي في إطار التعاون بين واشنطون والخرطوم، وستكون دافعة للعلاقات بين البلدين في العديد من الملفات المشتركة، الثنائية والاقليمية والدولية، استناداً إلى أن العلاقات بين المؤسستين قديمة وراسخة في العديد من الملفات، وأبرزها التعاون في ملف الإرهاب الذي قطع فيه التواصل والتنسيق أشواطاً مقدرة.
ويواصل التيجاني حديثه ويقول: “المدير جهاز المخابرات ليس غريباً على الملفات ذات الصلة، لأنه رجل مخابرات ومُلم بكل محاور العمل، ويعتبر ضليعاً في الأمر الاستخباري”. وأضاف “الزيارة في تقديري مهمة جداً، وستخرج بنتائج ستصب في المصلحة العامة للبلدين”.
ويستدرك الخبير بالقول “رغم الحملة الشرسة التي طالت جهاز المخابرات السوداني في السنوات الأخيرة، إلا انه لم يتأخر عن الزود في ملفات التعاون الخارجي مع الأجهزة النظيرة، بما يلعبه من دور في المنظومة الأمنية الاقليمية والدولية”.

دبلوماسية المخابرات
وتأتي زيارة الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل، في ظرف سياسي واستخباري بالغ التعقيد على المستويات الدولية والاقليمية، وهي زيارة حيوية وتعد اختراقاً في العلاقات والتعاون السوداني الأمريكي، ويقودها مدير الجهاز لعبور سلس بالانتقال السياسي وتعزيز الأمن القومي. وسبق أن اشاد رئيس الوزراء المستقيل عبد الله حمدوك بدور جهاز المخابرات في تعزيز العلاقات الأمريكية السودانية ورفع العقوبات عن البلاد.
بدوره، قال الخبير الأمني اللواء أمين مجذوب، إن زيارة مدير المخابرات لواشنطن تندرج في نطاق ما يُعرف بدبلوماسية المخابرات، وهو مسار جديد في العلاقات بين الدول، وتستطيع عبره اختراق الحواجز السياسية والاجتماعية وحتى الأمنية”.
وأضاف مجذوب “نجح الفريق أول مُفضل في هذا النوع من الدبلوماسية، ويُستدل على ذلك من خلال رحلاته إلى العديد من الدول، ومنها الولايات المتحدة الأمريكية، وهي زيارات ماكوكية تدخل في نطاق توسيع العلاقات في مجالات مختلفة، منها السياسي والامني والاقتصادي، ويعد ذلك اختراقاً مهما بين الدول”.
وأشار مجذوب، إلى أهمية مثل هذه الزيارات التي تحقق نجاحات كبيرة جداً، خاصة أن السودان مقبل على تسوية سياسية، ولا بد من توضيح الصورة لمطبخ القرار الأمريكي. وأضاف “لذلك جاءت هذه الدعوة لمدير المخابرات لتكملة التشاور الذي حقق نجاحاً كبيراً ومعه طاقم متميز في المجالات المختلفة”.

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا