“2022” تمضي بلا جديد على الراهن السياسي بالبلاد

0

تقرير : إدريس محمد أدم – بلادي

 

بدأ العام 2022 في التواري والافول عن المشهد ولم يتبق منه إلا سويعات محدودة بحسابات الزمن وينطوي ؛ لتنطوي معه صفحات أحداثه كلها حلوها ومرها لتبقى من الماضي .
كانت أيام وأشهر العام 2022 ملاى بالأحداث والتطورات السياسية بالبلاد ما بين المد تارة والجذر تارة آخرى في رحلة البحث عن الاستقرار والتوافق السياسي لإرساء دعائم المرجوة لقيادة البلاد في نهايتها إلى انتخابات حرة ونزيهة يختار فيها الشعب السوداني المغلوب على إمره من يحكمه برضاء تام ؛ ويجني ثمرة التغيير الذي حدث بدماء شبابه وشاباته وأرواحهم الطاهرة الزكية التي قضت خلال ثورة ديسمبرا لمجيدة الخالدة المشهود بسلميتها ومثاليتها عالميا ؛ واسقاطها لنظام حكم متسلط جثم على الصدور ثلاثين عاما ظل يبطش فيها ويقتل ويفسد .
وما أن انزاح ذلك الحكم البغيض حتى تكالب السياسيون والانتهازيون للظهور على المشهد واختطاف ثورة الشباب الذين كانوا يمنون النفس بسودان تسوده قيم الحرية والسلام والعدالة ؛ شعارات رفعوها لأعظم ثورة في ديسمبر المجيد ؛
ولما لم تكن النوايا خالصة لإدارة هذه البلاد بروح وطنية وارادة قوية ؛ تمترست القوى السياسية في مواقفها كل ضد الاخر ؛ و بدأت المشاحنات وخطابات الكراهية والاقصاء والاحتماء بالأجنبي وتفشت كل صور التخاذل والتباعد والتباغض ؛ في وقت كان الشعب ينتظر حياة وعيش كريم من هذا التغيير الذي علقوا عليه أمالهم وأحلامهم بلا حدود أو مدى .
حل العام 2022 ولا جديد يذكر . بل مزيدا من الشقاق والتباعد … تشظي وتكاثر لقوى جديدة في كل ساعة وحين وتكوينات تلو أخرى تزيد المشهد تعقيدا وضبابا ؛ وتولدت مبادرات ومبادرات لتقريب المكونات السياسة فيما بينها ؛؛ والشارع ضاج بالهتاف لا ولا و لا ؛ والغاز المسيل للدموع يدمع الأعين غصبا ودخانه المتصاعد يدخل البيوت والامنة والمشافي وشهيد تلو شهيد ولا جديد … البعثة الأممية للانتقال يونتامس … الاتحاد الأفريقي والإيقاد كلهم يعملون ولا جديد … الحديث عن انقلاب 25 اكتوبر يتصاعد … ذهب حمدوك ولم يوصلنا لضوئه عند اخر النفق … وحريتان للتغيير مركزية وتوافق وطني ولاااا جديد ؛ حركات الكفاح واتفاقية سلام جوبا وترتيباتها الأمنية لم تكتمل ولا جديد … الجيش ينسحب من العملية السياسية وترك المجال واسعا لاتفاق القوي السياسية وكذلك لا جديد … ومن جديد الجيش يلتقي الحرية المركزي وتثور وتفور نظيرتها التوافق الوطني وتعترض ولا جديد … البرهان يلقي خطاب هنا وآخر هناك مجددا انسحاب الجيش من العملية السياسية .. السفير الأمريكي جون قود فيري والترويكا والاتحاد الأوربي والعالم بأسره ولا جديد.
الجديد في أواخر العام 2022 هو ما يلوح في الافق الآن من بارقة أمل في الاتفاق السياسي الاطاري الذي وقع عليه مؤخرا وهو في طور التنقيح للتوقيع النهائي عليه ليكون مخرجا للبلاد من وهدتها وسكونها وموتها السريري التي نأمل أن تتعافي مع بزوغ شمس العام 2023 … وهذا ما يأمله الشعب السوداني أن يكون العام الجديد فيه كل جديد وما التوفيق إلا بالله.

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا