مرام البشير تكتب: روسيا…بداية الحرب النووية

روسيا ….بداية الحرب النووية

“إن العالم تفصله خطوة واحدة غير محسوبة عن حرب نووية مدمّرة” هذه الكلمات أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في أغسطس المنصرم عندما كان يتحدث في إفتتاح مؤتمر الدول الموقعة على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية ، ولكن كلماته حينها لم تحرك ساكناً في بركة الصراع الروسي الأوكراني الإ أنها اليوم يبدو وكأنها ستتحقق بالفعل إذ أن الحرب الروسية الأوكرانية تزداد ضراوة” ويشتد عودها حتى يقال أنها أصبحت قاب قوسين أو أدنى من الدخول إلى مرحلة الأسلحة النووية والتي بدأت إرهاصاتها بالفعل في روسيا ، حيث رصد مواطنون روس أضواء فسفورية في سماء مدينة بيلغورود ( الصناعية أو العسكرية) الحدودية قيل إنها لمنظومة بيريسفيت المجهزة للتشويش على الأقمار الصناعية الغربية وذلك لإخفاء التجهيزات الروسية للصواريخ النووية التي تتم داخل المعسكرات الكائنة بالمدينة تمهيدا” لنقلها إلى أوكرانيا .

كما أن صورا” حديثة نشرتها مواقع مقربة من حلف الناتو تشير إلى أن الغواصة النووية الروسية K329 المفقودة والتي تسمى بغواصة ” يوم القيامة” موجودة حاليا” في مياه القطب الشمالي ولا تزال التوقعات الغربية قائمة بإمكانية تنفيذ الغواصة لضربة نووية ضد أوكرانيا ، أو القيام بمناورة نووية قرب سواحل أحدى دول الناتو خصوصا بريطانيا الخصم الأكبر لروسيا بعد أمريكا في الحرب الأوكرانية، إذن ماهي سيناريوهات الحرب النووية القادمة في ظل تصاعد الدعومات الغربية لأوكرانيا لوجستياً وإعلامياً وسياسياً ، من خلال كثير من المؤشرات والدلائل التى تم رصدها في الإعلام الأوكراني والغربي يمكننا وضع ثلاثة سيناريوهات للحرب النووية القادمة كما يلى :

السيناريو الأول يتمثل في إعلان الحرب الشاملة على أوكرانيا وبدء تشغيل السلاح النووي التكتيكي وهو عبارة عن صاروخ نووي صغير يطلق فوق كييف على إرتفاع كبير في الجو مما يسبب قنبلة كهرومغناطيسية تعطل كل الأجهزة الإلكترونية والكهربائية وكل مافي المدينة لمدة لا تتجاوز 48 ساعة في أوكرانيا وذلك لإفساح المجال لإحكام السيطرة تماما” على المناطق التي تم ضمها لروسيا ، هذا السيناريو تدعمه الخرائط العسكرية التي كشف عنها النقاب المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية والتي تشرح الإنسحاب الروسي من مناطق شرق وجنوب أوكرانيا ، حيث وصفها مراقبون أنها إنسحاب تكتيكي روسي تمهيداً لإعادة التموضع حتى انضمام الجنود الثلاثمائة والف الذين استدعاءهم الرئيس بوتين بموجب مرسوم عسكري نهاية سبتمبر المنصرم .

السيناريو الثاني يتمثل في قصف أوكرانيا بسلاح نووي على ارتفاع قريب من سطح الأرض وهذا يسبب إنفجار إشعاعي قد يقتل عدد كبير من الأوكرانيين .

السيناريو الثالث وهو الأقل ترجيحاً يتلخص في تسيير طائرات لإلغاء قنبلة نووية على الأرض في أوكرانيا وقتل عدد كبير جداً من الأوكرانيين وغيرهم من الأوربيين لأن هذه القنبلة مداها سيتجاوز اوكرانيا وقد يصيب روسيا وبولندا ، هذا السيناريو تدعمه الإجراءات التي تقوم بها الحكومة الأوكرانية والبولندية من توزيع لحبوب اليود والصوديوم للمواطنين وقاية من التهديد النووي القادم ، كما أن الحكومة البولندية وافقت على نشر صواريخ نووية على حدودها تحسباً لأى هجوم نووي.

كل تلك السيناريوهات مرجحة بنسب كبيرة وذلك بحسب دراسة أجرتها الفايننشيال تايمز ، ولكن لا أحد يعلم مايجرى حقيقة في الكرملين أو في العواصم الأوروبية من تخطيط وتجهيز للحرب القادمة وهو ماسنتطرق له في مقبل الأيام .