مرام البشير : السعودية …الضربة القاضية.

0

الخرطوم _2022/09/09_ بلادي بلص

 

 

إستيقظ سكان أوروبا وأمريكا في صبيحة الخامس من سبتمبر الجاري على أخبار مقلقة ومفزعة للغاية وربما كانت هي المحرك الرئيس للعديد من التظاهرات الحاشدة التي انتظمت في عدد من الدول الأوروبية بداية من العاصمة التشيكية براغ ثم لحقت كل من ألمانيا وإيطاليا بركب الموسم الإحتجاجي، في وقت تؤكد فيه استطلاعات رأي على أن كلاً من بولندا وفرنسا مرشحتان بقوة للإنضمام ، جاءت هذه التظاهرات إحتجاجاً على الإرتفاع المتسارع لمستويات التضخم بسبب أزمة الطاقة الخانقة التي يمر بها الاتحاد الأوروبي. وبالعودة للأخبار المقلقة والمفزعة التي أرعبت أوروبا والتى كان مصدرها منظمة أوبك بلس التى أعلنت أن اللجنة الفنية المشتركة في أوبك بلس قد أوصت بخفض أهداف إنتاج النفط بمعدل 100 ألف برميل يومياً في أكتوبر القادم ، وبذلك تكون المنظمة قد إتفقت تماما” مع تصريحات وزير الطاقة السعودي التي سبقت تلك القرارات بأيام وكانت بشأن خفض الإنتاج لضبط سوق النفط مما يعني زيادة في أسعار المحروقات على مستوى عالمي، مايحضرنا هنا هو سؤال مهم ماهي تداعيات خفض إنتاج أوبك بلس على أوروبا وأمريكا ،  لا سيما أنهما أدارتا صراع كبير مع السعودية من أجل إقناعها مسبقا” برفع إنتاجها النفطي نسبة لتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، للأجابة على هذا السؤال دعونا نورد ما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز في مقالها عن هذا الأمر الذي شكل صدمة كبيرة في الصحافة الغربية والأمريكية ، حيث ذكر المقال أن السعودية هى صاحبة قرار خفض الإنتاج النفطي لأوبك بلس ويبدو أنها أقنعت كل شركاءها في المنظمة بما فيهم الجانب الروسي بتلك الخطوة ، كما أنها سحبت الزيادة في إنتاج النفط التي أقرتها في أغسطس الماضي بعد زيارة جو بايدن للمملكة ، بالإضافة إلى أن المقال حذر من تصريحات وزير الطاقة السعودي الذي ذكر أن المنظمة سوف تراقب سوق النفط وقد تجتمع فجأة لبحث تداعيات السوق على أسعار النفط ، مما يشير إلى أن المنظمة قد تقرر خفض إنتاجها مرة أخري بصورة مفاجئة، ووفقا” لهذه القرارات السعودية يمكننا القول أن خطوة خفض الإنتاج النفطي لمنظمة أوبك بلس تعني وبكل وضوح أن المملكة أصبحت غير معنية بتطلعات الإدارة الأمريكية السياسية والإقتصادية، مما يشير إلى أن القرار جاء من واقع جديد شكلته كثير من التداعيات السياسية والإقتصادية خلال السنوات الماضية وهو واقع يشير بوضوح أكثر إلى أن المملكة تلعب لمصالحها ومصالح حلفاءها الجدد خاصة بعد هذا القرار الذي يعد ضربة قاضية لإقتصاد أوروبا وأمريكا، بالإضافة إلى أن هذا القرار أيضا أظهر قوة ومتانة العلاقات السعودية الروسية ، حيث يمكن أن يفاجئ هذا الثنائي العالم في مقبل الأيام بقرار جديد يخفض فيه الإنتاج أكثر من السابق بحسب حديث وزير الطاقة السعودي ، وذلك لأن المصالح الروسية السعودية تتضارب جدا” مع نية أوروبا وأمريكا المتعلقة بتوقيع الإتفاق النووي مع إيران ، وهو ما ذكرته صحيفة الفايننشيال تايم بخصوص أن السعودية وروسيا بهذا القرار ترسلان رسائل في بريد أوروبا وأمريكا من أجل البعد عن الإتفاق النووي مع إيران لا سيما أن إيران تمثل منافس نفطي قوي إذا ما تم الإتفاق النووي معها ورفعت عنها العقوبات وهو ما لا تريده روسيا والسعودية ولسان حالهما يقول كلما قربت المسافة من التوقيع على الإتفاق النووي مع إيران فأن السعودية ستخفض إنتاجها النفطي وروسيا ستقطع الغاز عن أوروبا وهو ما سوف يؤدي لإرتفاع جنوني في أسعار البترول والغاز لا سيما مع قرب فصل الشتاء في أوروبا وبالتالي سوف يزيد من حدة وشرارة التظاهرات ضد الحكومات الأوروبية خاصة وأن أعلى ترند في أوروبا هذه الأيام هو كلمة “ثورة” .

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا