مرام البشير تكتب: أمريكا ..تكرار الأزمة التايوانية.

0

الخرطوم _2022/08/14_ بلادي بلص

 

 

في 26 يوليو الماضي وقبل زيارة نانسي بيلوسي لتايوان كتبت صحيفة نيويورك تايمز مقال تحت عنوان ” هل الصين ستغزو تايوان أم لا” ، وكانت حصيلة هذا المقال أنها أثارت عدد من الأسئلة لإثراء النقاش حول هذه الأزمة ، وهنا يحضرنا ما تقوم به الإدارة الأمريكية عندما تواجه أزمات عسكرية فأنها تفتح كتاب ألعاب الحرب “War games ” أو “play book” وهو يتلخص في تحديد السيناريوهات المرجحة لهذه الحرب ومساراتها وتأثيرها على أمريكا وحلفاءها قبل وأثناء وبعد وقوعها مع إستصحاب كافة المؤشرات والمسارات التي يمكن أن تتخذها هذه الأزمة على كافة الصعد السياسية ، العسكرية والإقتصادية وغيرها ،في هذا المقال رجحت الصحيفة عدة سيناريوهات ولكنها قبل ذلك صنفت ما تقوم به الصين من تحركات تجاه تايوان بأنه عمل عدواني وخطير ولذلك وضعت إحتمالية أن تكون زيارة بيلوسي لتايوان هى أكثر الردود الأمريكية إستفزازا” لتحركات الصين حيث يمكن أن ترد أمريكا على هذه التحركات بخيارات اقل إستفزازا” كأن تزيد حجم الإتفاقيات الدفاعية مع تايوان أو تزيد معدل الزيارات الدبلوماسية مع تايوان ، لذلك رجحت الصحيفة أن رد الفعل الصيني تجاه هذه الزيارة قد يتجاوز كل التوقعات، وبالنظر أيضا لتحليل آخر نشره موقع بوليتيكو من تكرار اﻷزمة التايوانية عام 1996، عندما اعترضت الصين على تقارب تايوان مع اﻹدارة اﻷمريكية بقيادة بيل كلينتون، وقام الجيش الصيني بإطلاق حزمة صواريخ تجاه الجزيرة ، وهو اﻷمر الذي رد عليه كلينتون بتحريك قطع بحرية أمريكية فورا” نحو تايوان لحمايتها ، وبوليتيكو تقول أنه إذا كانت القوة الصينية العسكرية في العام 1996 متخلفة وتقليدية مما جعل دخول البحرية اﻷمريكية يوقفها عن مغامراتها، فإن القوة الصينية العسكرية المتقدمة في العام 2022، تغري قيادات الحزب الشيوعي في بكين بالمضي قدمًا في مخططاتهم ضد تايوان، وهو ما يهدد بحرب عالمية يخشاها الجميع، كما أن هناك العديد من التحليلات الأمريكية التي توقعت من قبل غزو الصين لتايوان في العام 2024 أو أكثر ولكنها لم تتوقع أن تتسارع الأحداث في منطقة بحر الصين الجنوبي على هذا النحو ،  من خلال هذه المؤشرات نجد أن إدارة بايدن وضعت نفسها والعالم أجمع في مساحة ضيقة لأنها بادرت بإشعال فتيل الأزمة في حين كان بإمكانها إخماد الأزمة قبل بدايتها ، الآن وبعد فوات الآوان فأن هذه الإدارة تتعامل بردود الأفعال على التحركات الضخمة من قبل الصين ، حيث ذكرت وسائل إعلامية تايوانية منذ زيارة نانسي بيلوسي إن الولايات المتحدة اﻷمريكية تنوي إقحام قطعها البحرية الحربية لمضيق تايوان لمواجهة الإستفزازات الصينية العسكرية والحصار الصيني الصعب المفروض على الجزيرة ، وهو اﻷمر الذي يهدد حال وقوعه، بإندلاع حرب أمريكية-صينية مدمرة في بحر الصين الجنوبي، قد ترتقي إلى حرب عالمية شاملة ، وكان البيت اﻷبيض قد قرر إبقاء حاملة الطائرات اﻷمريكية يو إس إس ريغان قرب المياه التايوانية تحسبًا ﻷي تطور عسكري صيني ضد تايوان ، كما تم استدعاء السفير الصيني في واشنطن مباشرة بعد المناورات الصينية للإحتجاج رسميًا على اﻹجراءات العسكرية الصينية حول جزيرة تايوان بعد زيارة بيلوسي، والتي كان على رأسها فرض حصار بحري وجوي على الجزيرة على الرغم من أن حركة الطيران المدني لم تتوقف بالكامل ، إضافة إلى إطلاق صواريخ وصل بعضها إلى المياه الاقتصادية لليابان ، وتبع الإجتماع بالسفير خروج الحكومة الصينية في بكين بقرار قطع إتصالاتها مع الولايات المتحدة، إذن ماهو الشكل الذي يمكن أن تتخذه هذه التحركات بين الطرفين ؟ هذا ماستكشفه الأيام المقبلة والتي سنوافيكم بكل مستجداتها في المقالات القادمة بإذن الله .

You might also like
Leave a comment