مرام البشير تكتب: الهدف الحقيقي للجيش الصيني في تايوان

0

مرام البشير تكتب ✍.

الهدف الحقيقي للجيش الصيني في تايوان.
إن المتابع لتطورات الأوضاع في منطقة بحر الصين الجنوبي خاصة المناورات الصينية التي تجريها الصين في مضيق تايوان والتي جعلت جميع الأنظار تتجه إلى الجيش الصيني ، يدرك تماما” أن هناك أمر جلل قد يحدث في تلك المنطقة خاصة وأن الصحف الغربية لا تفتأ وهى تتابع عن كثب كل التطورات والأحداث وتغطيها بنوع من الإحترافية والمهنية التي تقدر وتحترم عقول كل القراء وتقدم لهم تحليلات ومعلومات تأتي بها من مطابخ صناع القرار وأجهزة المخابرات ، وأبرز مثال على هذه المتابعات هو مافجرته مواقع وول ستريت جورنال Wall street journal ونيويورك تايمز new york times ، بالإضافة لموقع ذا صن The Sun البريطاني في تغطيتها للمناورات الصينية من خلال تقارير حديثة صادرة بتاريخ الثامن من أغسطس الجاري ، حيث أعتبرت هذه التقارير أن الهدف الحقيقي للمناورات الصينية الحالية حول جزيرة تايوان ليس غزو اﻷخيرة، وإنما التدرب بالذخيرة الحية على إغراق حاملات الطائرات اﻷمريكية المتمركزة في بحر الصين الجنوبي، والتي ستواجه الجيش الصيني بصورة حتمية في حال أقدمت بكين على غزو تايوان ، التقارير تم تدعيمها بآراء عسكريين غربيين كبار وهي جاءت عكس توقعات الجيش الأمريكي الذي كان ينتظر هذه المناورات بفارق الصبر لا سيما وأن الصين ستكشف عن عتادها الحربي وتقنياتها العسكرية الأحدث على الرغم من أن كافة التوقعات كانت تتوقع أن يستخدم الجيش الصيني معدات وذخائر حربية قديمة حتى لا يكشف عن أحدث تقنياته ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي سفن الجيش الأمريكي ، فحسب هذه التقارير فأن الجيش الصيني أستخدم أحدث تقنياته الحربية في أشارة إلى أن هناك تقنيات ومعدات أحدث منها لم تستخدم بعد حيث كشفت المناورات عن تنسيق عالي جداً بين سلاح الجو الصيني والبحرية الصينية وهو الأمر الذي افتقده الجيش الروسي في بداية غزوه لأوكرانيا حيث ظهر جلياً عدم التنسيق الجيد بين سلاح الجو الروسي وسلاح المشاة الروسية، من جهة أخرى أستندت هذه التقارير إلى عدة دلائل للتأكيد على فكرة إغراق حاملات الطائرات اﻷمريكية ونذكر منها :
1. الصواريخ الصينية التي أطلقت على البحر في مضيق تايوان، والتي يمكن اعتبار هدفها الرئيس إصابة أهداف بحرية للعدو في عرض البحر وليس أهداف برية .
2. عدم إستعانة الجيش الصيني بسفن حربية حاملة للجنود للتدرب على عمليات اﻹنزال الشاملة فوق جزيرة تايوان، وهو ما يوحي بأن الهدف اﻷول للصين هو مواجهة بحرية مع الجيش اﻷمريكي قبل إتمام غزو تايوان .
إضافة إلى هذا، أشارت هذه التقارير أن الجيش الصيني يتعمد بالمناورات الحالية حول جزيرة تايوان، إرسال رسالة قوية إلى نظيره اﻷمريكي مفادها أن الصينيين أصبحوا يمتلكون قدرات عسكرية فائقة تمكنهم من مواجهة القوة العسكرية اﻷمريكية الكبرى، كما نشر تقرير لموقع تايوان نيوز taiwan news تقريراَ أشار فيه إلى الطلعات المتواصلة لطائرات التجسس اﻷمريكية في بحر الصين الجنوبي للإطلاع على الجديد عسكريًا لدى الصين ، مؤكدًا أن التقارير المسربة من هذه الطائرات، تشير إلى أن الاستخبارات اﻷمريكية رصدت إستخدام الصين أسلحة حديثة في المناورات مثل المقاتلة جي ٢٠ G20، ولكن ليس اﻷسلحة اﻷحدث مثل المقاتلة جي ٣٥ G35 والتي توازي F35 لدى الجيش الأمريكي .
لقد غيرت هذه التقارير الاستخباراتية اﻷمريكية الحديثة ، آراء المحللين الغربيين عن موقف الصين من اﻷزمة التايوانية، وأصبح لدى هؤلاء قلق عارم من مواجهة عسكرية صينية أمريكية في مضيق تايوان غير معلومة العواقب، وقد تشعل حربًا شاملة في جنوب آسيا وبالتالي، فللمرة اﻷولى منذ بداية اﻷزمة، ينقلب رأي المتخصصين اﻷمريكيين من
الإستهانة بقوة الجيش الصيني وقدرته على غزو تايوان، إلى التحذير الصريح من إمكانية تعرض القطع البحرية اﻷمريكية في بحر الصين الجنوبي لضربات صينية قاتلة.
حقيقة يمكننا القول أن هذه التطورات من شأنها أن تغير مجرى التاريخ ولكن أيضا يمكن أن نتوقع من خلالها أن أمريكا سوف تتخلى عن تايوان إذا أحست بخطر على جنودها وقطعها العسكرية، ومخطئ من يظن أن أمريكا تحاول حماية النظام الديمقراطي في تايوان ولكنها على العكس تحمي مصالحها عبر جنى الأموال من خلال صفقات بيع السلاح لتايوان وهى تدرك تماماً أن الصين قادرة تماماً لاستعادة تايوان إلى حظيرتها الخلفية كما فعلت روسيا مع أوكرانيا وهى لن تحرك ساكناً اللهم الا مزيد من بيع الأسلحة لكل من أوكرانيا وتايوان.

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا