مرام البشير تكتب: روسيا التى لا تتخلى عن رجالها أبدا” (1).

0

الخرطوم _2022/08/06_ بلادي بلص

 

 

 

في العام 2008 نصبت قوات مكافحة تهريب المخدرات الأمريكية فخا” لأشهر تاجر سلاح روسي في ذلك الوقت ، وكانت عملية الإيقاع به تتضمن إقناعه بواسطة رجال استخبارات أميركيون متخفون بأنهم يريدون شراء أسلحة لمصلحة (القوات المسلحة الثورية الكولومبية) المعروفة ب (فارك)، وبعد تقديم عرض سخي مقابل السلاح وافق التاجر على بيعهم نحو 800 صاروخ أرض جوّ و5000 كلاشنيكوف وعدد كبير من الألغام الأرضية ،وعند توقيع الإتفاق في فندق في بانكوك إعتقله رجال الأمن واقتادوه إلى السجن. وفي اليوم التالي رفع القضاء الأميركي دعوى على هذا التاجر بتهمة دعم منظمة مصنّفة إرهابية (الفارك) طالبت الولايات المتحدة على إثر هذه الدعوى بإصدار (الإنتربول) مذكرة توقيف دولية بحقه ،وبالفعل تم ترحيله إلى أمريكا بعد عدة سنوات قضاءها في سجون بانكوك وتمت محاكمته بقضاء 25 عام في السجون الأمريكية ، في الأيام السابقة عاد اسم هذا التاجر إلى صدارة الأخبار مرة أخرى ، أذن من هو هذا التاجر ؟ولماذا تحاول موسكو منذ أحد عشر عاما” إخراجه من السجن وعودته سالما” لروسيا ؟ كل ذلك سنجيب عليه من خلال هذا المقال ومقال آخر سننشره لاحقا”، قبل البدء في سرد أهمية تاجر السلاح الروسي لروسيا إريد أن أشير هنا إلى أن السياسة العالمية مازالت تستشف أغراضها وأدواتها من خلال الإعلام ومحررو الصحف وكتاب الأعمدة حيث أن قصة، فيكتور بوت أو تاجر الموت (كما تصفه الأوساط الأمريكية ) الذي عمل خلال السنوات العشرين الماضية في الاتجار بالسلاح ونقله عبر أسطول شركاته بين مختلف مناطق النزاع وأحياناً لتسليح جبهتي المعركة الواحدة، حتى أن طائراته استخدمت وبحسب كثير من الصحف الأمريكية لنقل المعونات وقوات حفظ السلام إلى أكثر من دولة أفريقية وآسيوية، هذا التاجر الروسي الأشهر فيكتور بوت الذي عادت قصته للسطح من جديد بعد إطلاق الصحافة الروسية خاصة وكالة تاس الروسية دعوات للإدارة الروسية من أجل إجراء صفقة تبادل أسرى مع الجانب الأمريكي ومقايضته مع نجمة كرة السلة الأميركية والشاذة جنسيا” بريتني غراينر التي تبلغ من العمر 31 عاما والتى سافرت إلى موسكو للمشاركة في بطولة لكرة السلة وأثناء عودتها في 17 فبراير 2022 م ، عثر موظفو مطار شيريميتيفو الدولي في حقائبها على زيت القنب( الحشيش) في عبوات خاصة بالسجائر الإلكترونية فتم اعتقالها على الفور ، ووجهت السلطات الروسية إليها تهمة “حيازة المخدرات” ، وهنا يمكننا القول بأن قضية بريتني من أشهر القضايا التى إهتم بها الإعلام الروسي حيث أعتبرت إنجاز كبير للسلطات الروسية لا سيما بعد عرض محاكمتها في روسيا على التلفزيون الروسي وهو ما أعتبره الجانب الأمريكي إستفزازا” لمشاعر الأمريكيين خاصة مجتمع الشواذ، كل ذلك الإهتمام بهذه القضية لم يأتي من فراغ حيث يشكل الطرق الصحفي الروسي الكثيف على هذه القضية والذي مهدت له بالتأكيد الإدارة الروسية هو شرك للإيقاع بإدارة بايدن من أجل فيكتور بوت ، وبالفعل جاءت ردود الأفعال الأمريكية متجاوبة مع هذه الدعوات حيث تم عقد مؤتمر صحفي مفأجي أى لم يعد له مسبقا” لوزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكين يوم الأربعاء 29 يوليو 2022م ذكر فيه أن الولايات المتحدة وضعت إقتراحًا جوهريًا على الطاولة لتسهيل إطلاق سراح الأمريكيين بريتني غراينر وبول ويلان ،كما ذكر أنه يعتزم التحدث مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عبر الهاتف في الأيام المقبلة لمتابعة الإقتراح شخصيًا ، مع الإشارة هنا إلى أنه يعتبر أول إتصال هاتفى بين وزيرا خارجية البلدين منذ بدء الحرب في أوكرانيا، وهنا تتبادر للأذهان عدة أسئلة ،لماذا لم يتم ذكر ملف الحرب الروسية الأوكرانية بين البلدين خلال المؤتمر ، أليست قضية الحرب أولى من قضية تبادل أسرى بين البلدين؟ ولماذا تجد نجمة كرة السلة كل هذا الإهتمام ؟ سوف نجيب على كل ذلك في المقال القادم بأذن الله .

You might also like
Leave a comment