أشرف إبراهيم يكتب : مبادرة الوقت .

0

الخرطوم _2022/08/02_ بلادي بلص

 

 

لاشك أن بلادنا تواجه تحديات خطيرة تهدد وجودها وتمر بمرحلة لم يسبق أن واجهتها في عمر الدولة الوطنية مابعد الإستقلال، مرحلة عنوانها التشظي والإحتقان والشيطنة وسيادة خطاب الكراهية والتخوين والإقصاء ومرد كل هذه الممارسات والخطابات المنفرة الصراع على السلطة مابعد التغيير الذي تم قبل ثلاثة سنوات لم تعرف بلادنا فيها طعماً للإستقرار،  طبيعي في هكذا أوضاع أن تترى المبادرات ويتقدم الصفوف الحكماء والعقلاء من أهل السودان ليرتفقوا مافتق على وسع الفتق وضيق الحال تبقى فسحة الأمل والرجاء معقودة على من أوتوا الحكمة وحازوا القبول والرضا من الناس ولو في الحد الأدنى، الكثير من المبادرات قدمت خلال الفترة الماضية لتحقيق التوافق الوطني ولجمع الصف ولعمل وطني يخرج بلادنا من أزمتها المعقدة ولكن معظم المبادرات اصطدمت بتعنت ورفض الأطراف ولذلك لم يتم احراز تقدم في هذا الإطار، بيد أن المبادرة التي أطلقها الخليفة الطيب الشيخ الجد ود بدر وجدت تجاوباً كبيراً من أطراف عديدة، هذه المبادرة التي سميت مبادرة أهل السودان للتوافق الوطني حظيت بقبول لم تحظ به أي مبادرة أخرى مشابهة ولعل ذلك مرده لمن يقف خلفها وهو الشيخ الطيب الجد بكل رمزيته ومقبوليته وتأثير أهل التصوف في النسيج المجتمعي السوداني ولذلك أسميتها مبادرة الوقت والشيخ الطيب الجد هو رجل الوقت وهذه عندها دلالاتها عند المتصوفة وليس هنالك وقت أعقد وأحوج لتحرك المتصوفة وقياداتهم ومشايخهم اكثر من الوقت الذي يواجهنا الآن،  من عوامل النجاح أفلح الشيخ الطيب الجد في جمع رجال التصوف حول المبادرة وذلك لتأثيره الكبير وسطهم ثم لذات التأثير اقنع الكثير من الأحزاب بالمشاركة في اللقاء التفاكري الذي انعقد بشأنها في أم ضوا بان شاهدنا قيادات حزب الأمة القومي بقيادة الأمير عبد الرحمن الصادق وشارك مبارك الفاضل المهدي والتجاني سيسي وينتظر أن ينضم لها طيف واسع يحقق توافق اهل السودان لإكمال الفترة الإنتقالية،  والسبب الآخر الذي الذي يجعل هذه المبادرة متميزة عن غيرها انها فتحت الباب أمام الجميع دون إقصاء لأي طرف بما في ذلك الحرية والتغيير المجلس المركزي والدعوة كذلك قدمت للتوافق الوطني الذي ينتظر أن تشارك في المبادرة وتبقى المبادرة بهذا المفهوم متاحة للجميع إلا من أبىز  ولذلك نتوقع أن تحقق هذه المبادرة ماتصبو إليه لتجاوز حالة الإحتقان والمضي إلى الأمام ونبذ الفرقة والشتات وإكمال المرحلة الإنتقالية بسلام وصولاً إلى إنتخابات حرة ونزيهة وشفافة يختار الشعب السوداني فيها من يحكمه من خلال صناديق الإنتخابات.

You might also like
Leave a comment