أشرف إبراهيم يكتب : الفتنة والتخريب .

0

الخرطوم _2022/07/21_ بلادي بلص

 

 

لايمكن النظر إلى مايحدث في السودان آلان بمعزل عن الأيادي الخارجية، ويمكنك أن تطلق العنان لنظرية المؤامرة بما يسد الأفق مهما حاولت تجنب واستبعاد الأمر، ذلك لأنه ببساطة مايحدث غير طبيعي وتكاد البلاد تذهب إلى الهاوية بسرعة الصاروخ منذ ثلاثة سنوات على كافة الأصعدة السياسية والأمنية والإقتصادية وكل الأسباب هذه تهون وتتقزم أمام إستشراء ظاهرة تهتك النسيج الإجتماعي والصراع القبلي الدامي، معلوم أن السودان يحتشد بالتباينات القبلية والاثنية والثقافية والدينية حتى، ومعلوم كذلك الخلافات والصراع ازاء هكذا تباين متوقع الحدوث وقد حدث في مناطق متفرقة في البلاد بعمر الدولة الوطنية مابعد الاستقلال حول الماء والكلأ وبين المزارعين والرعاة وحواكير القبايل حيث الأرض مركز الصراع التاريخي ولكن ماهو غير  طبيعي حجم التشفي والقتل والدماء وسيادة خطاب الكراهية بصورة مقلقة في الفترة الأخيرة،  مؤسف ومحزن ماحدث في النيل الأزرق بين قبيلتي الهوسا والبرتا الفونج من قتل وتشريد ومطاردات في الطرقات والمنازل والقتل على الهوية في مؤشر يؤكد انفلات الأمور إلى درجة بالغة الخطورة هذا لم يحدث من قبل في السودان وهو شبيه ببداية النزاع القبلي الدامي في رواندا بين الهوتو والتوتسي في تسعينات القرن الماضي قبيل خروج رواندا من ذلك المستنقع وتعافيها بالكامل من أمراض القبلية لتصبح دولة متقدمة بالمقارنة مع محيطها الإفريقي، مؤكد هنالك أيادي تعبث باستقرار السودان في ظل حالة السيولة الأمنية والسياسية التي يعاني منها مابعد تغيير نظام الإنقاذ وضلوع العديد من أجهزة المخابرات العالمية في المؤامرة لايخفى على ذي بصيرة، العنف القبلي نفسه ليس بمنأى عن نظرية المؤامرة وتدخلات الخارج وذلك بالتحريض من خلال مواقع التواصل الإجتماعي وعملاء الداخل الذين يغذون هذه الصراعات معاونة للخارج أو لاجندة وأهداف سياسية ضيقة حزبية وشخصية، بالطبع المناخ مواتي لصناعة الخراب بعد أن تم تكبيل أجهزة الأمن عن القيام بدورها مابعد التغيير في أكبر مؤامرة على البلاد وأمنها ومانراه من تفلتات وانفلات وجرائم كبيرة نتيجة لهذا الواقع المؤسف والخلل الذي خلفه غياب دور الأجهزة الأمنية كما كان يحدث في السابق وكما يجب وينبغي أن يكون في كل الدنيا ولايمكن لدولة أن تكون مستباحة أمام المخابرات كما يحدث عندنا الآن وقيادة الدولة تتفرج حتى بعد أن غادرت حكومة الناشطين وأصحاب الجنسيات المزدوجة المشهد، السلطة القائمة أي أن كان توصيفها مسؤلة أخلاقياً ورسمياً أمام الله وأمام الشعب والضمير الإنساني عن هذا التقصير وعن الموت المجاني والأرواح التي تزهق بلا سبب سوى غياب الرقابة وعدم قيام الدولة بواجبها في حفظ الأمن وحفظ النفس الذي هو مقدم على ماسواه وعليها اليوم قبل الغد أن تضطلع بدورها وتغادر محطة الفرجة والتأمل والانتظار غير الحميد وفي ذلك يتحمل المكون العسكري ورئيس مجلس السيادة قائد الجيش المسؤلية الأساسية لأنه بحكم الواقع مسؤل عن البلاد وكل شأنها الآن، وكذلك تتحمل الأحزاب السياسية والمجموعات المنتفعة بصورة او بأخرى أيضاً مسؤلية بعث القبلية من مرقدها والمتاجرة السياسية والإحتماء بها وتوجيه الصراع القبلي لصالح الأجندة السياسية وهم بذلك يلعبون بالنار أدركوا ذلك أم لم يدركوا،  الواقع المعقد هذا يتطلب وقفة من الجميع أحزاب ومكون عسكري ومجتمع ومكونات قبلية لإدراك مايمكن إدراكه قبل فوات الأوان لأن البلاد في هذا الوضع تسير نحو الهاوية والفتنة والخراب الذي لايبقى ولايذر.

اللهم قد بلغت اللهم فأشهد.

You might also like
Leave a comment