محمد الزين الطيب يكتب : مَشاهد من الواقع .

0

الخرطوم _2022/06/23_بلادي بلص

 

 

إن حدود التمانع التي تراهن على رسمها القوه السياسية اليوم حيال الوضع السياسي على الرغم من عدم جدواها الظاهرة تغذيها حدود عدمية تصب في ذات الإتجاه كموقف الحزب الشيوعي وتجمع المهنيين التابع له المناهض لمبادرة الأمم المتحدة والعامل باتجاه الوقوف ضد تلك المبادرة، لقد كشفت الاوضاع السياسية الراهنة عن حالة خطيرة من الإرباك أصبح عليها السودان في ظل أوضاع سياسية بتلك الهشاشة، وما تعكسه بعض مواقف القوى السياسية اليوم من الدفع باتجاهات متمانعة تفضي إلى انسدادات عدمية، ما يقتضي من جميع القوى الدولية دعم قوى الاعتدال والحوار في الشارع السياسي،  فالقوى السياسية التي تقدّر خطورة الموقف المصيري الذي أصبح عليه السودان اليوم نتيجة للتخريب الذي أوصله إليه نظام البشير تضمر موقفاً عدمياً خطراً على مصير السودان مهما بالغت في رفع الشعارات، ومهما ادعت الحرص على مواقف وطنية متشددة، إن الأيام المقبلة ستشهد حراكاً حاسماً من المكون العسكري وقوى الثورة، حول الاتفاق وتحقيق الاستقرار او الاختلاف والممانعه في الوقت الذي سيراقب العالم فيه طبيعة وردود الفعل لكلا الطرفين فالمعادلة الآن ما بين الشارع والحكومة هما من يحدد مصير المرحلة المقبلة الامر الذي أنبأ بتساقط الاخرين، وإذا ما بدا اليوم، أن تجريب المجَرَّب أي الممانعه والخلاف لا يمكن أن تفضي إلا إلى مزيد من الاحتقان، فإنه مع استمرار هذا التجريب الخطير، ستكون التداعيات القصيرة الأجل هي أسوأ ما يمكن أن يصير إليه مآل السودان ما لم تتدارك القوى السياسية العاقلة صيغةً لإنقاذ الوضع مع كافة الجهود السياسية الدولية والإقليمية التي تُبذل من أجل إخراج البلاد من وضعها الراهن، وفيما يبدو الوضع محتقناً ومنسدّاً على هذا النحو الذي نراه، فإن معطيات الواقع الدولي والإقليمي والمحلي تتجه نحو الانفراج الذي لا بد منه، لأن الوضع في السودان، نظراً لما ذكرنا من معطيات، لا يمكن أن ينجرّ إلى أوضاع مماثلة مما بدت عليه بعض أوضاع الدول ، فلا طبيعة الشعب السوداني ميالة إلى العنف، ولا صبر ذلك الشعب على قسوة تخريب النظام السابق هي قسوة يمكن أن يحتملها شعب آخر، لهذا فإن استحقاق الشعب السوداني لمصير أحسن وحال أفضل هو المصير الذي يليق به جزاء صبره الصوفي العظيم على الأوضاع التي عاش فيها قسوةً، إن قرار دعم الشعب السوداني وثورته السلمية كان قراراً سودانيا خالصا، ولا يزال أبناء السودان حتى اليوم وعلى رأسهم القادة ، ملتزمين بتحقيق هذا الاستحقاق، وهو ما يمكن الرهان عليه، على الرغم من الأوضاع المحتقنة والراهن الحالي، الطاقة التي نهدرها في التشفي والتشظي يجب أن تُستغل لبناء أسس القيادة الجماعية التي تقود المجتمع السوداني نحو التحول والانتقال الذي يفتح تاريخا جديدا لهذا البلد العظيم.

You might also like
Leave a comment