الحوار السوداني هل يعيد الوسيط الثقه بين الأطراف؟

تقرير : محمد الزين الطيب

0

الخرطوم _2022/06/05_ بلادي بلص

 

 

ترقب وانتظار للحوار الوطني المزمع إنطلاقه خلال هذا الأسبوع برعاية أممية إفريقية لحل الأزمة السياسية في البلاد
فمن المنتظر أن تنطلق هذا الأسبوع المباحثات المباشرة بين الأطراف السودانية من أجل التوصل إلى توافق ينهي الأزمة السياسية في البلاد، في ذات الوقت الذي تواصل فيه الآلية الثلاثية اتصالاتها مع الفرقاء من أجل الوصول إلى صيغة مشتركة تدعم مساعي الحوار، وسط تنازع وتباين في المواقف تستهل الآلية الثلاثية المكونة من بعثة (يونيتامس) والاتحاد الإفريقي ومنظمة الإيقاد مرحلة العملية السياسية الشاملة التي طرحتها لتجاوز الأزمة في السودان وذلك عبر محادثات مع المكونات السودانية الفاعلة في المشهد السياسي.

إنطلاق الحوار :
أعلن الناطق الرسمي باسم الآلية الثلاثية في السودان محمد بلعيش إنطلاق الحوار المباشر بين الأطراف السودانية خلال الأسبوع، عقب اجتماعه بالمكون العسكري.وأوضح بلعيش أن الاجتماع اتسم بروح إيجابية وبناءة، وتناول القضايا ذات الصلة بالحوار المباشر المرتقب خلال الأسبوع بين الأطراف السودانية أصحاب المصلحة، وكان الحوار السوداني الذي ترعاه الآلية الثلاثية المكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي ومنظمة الإيقاد انطلق في 12 مايو الفائت لبحث سبل نزع فتيل الأزمة في البلاد، وضم اللقاء الأولي الذي عقد في مقر بعثة يونيتامس بالخرطوم، ممثلي الآلية الثلاثية والهيئة القيادية لقوى الحرية والتغيير (التوافق الوطني)، حيث بحث اللقاء ملفات المجلس السيادي والحكومة وآلية انتخاب رئيس الوزراء والمجلس التشريعي والسلطة القضائية والمفوضيات وبرنامج الحكومة واستكمال السلام والقضايا المتعلقة بجذور الأزمة.

بداية الازمة:
تعيش البلاد منذ أكتوبر العام الماضي (2021) أزمة سياسية بين المكون العسكري والمدني أدت إلى حل الحكومة وفرض حالة الطوارئ.كما دفعت بعض الهيئات والتنسيقيات المدنية حينها إلى خروج في سلسلة من التظاهرات لا تزال تتكرر بين الفينة والأخرى
في 28 فبراير الماضي نشرت بعثة “يونيتامس” الأممية ملخصا لنتيجة المشاورات التي أجرتها حول سبل حل الأزمة ويجب أن يكون سودانيا، وفي 27 أبريل أعلنت الآلية الثلاثية للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية للتنمية بشرق إفريقيا (إيغاد) إنطلاق حوار وطني في الأسبوع الثاني من مايو لحل الأزمة السياسية بالسودان.
وطرحت الآلية الثلاثية أربعة محاور لحل الأزمة تشمل: ترتيبات دستورية، وتحديد معايير اختيار رئيس الحكومة والوزراء، وبلورة برنامج عمل يتصدى للاحتياجات العاجلة للمواطنين،وصياغة خطة محكمة دقيقة زمنيا لتنظيم انتخابات نزيهة.
وأجرت بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم الانتقال في السودان “يونيتامس”، بين 8 يناير و10 فبراير 2022، مشاورات أولية مع الأطراف في البلاد لبحث سبل الخروج من الأزمة.ومنذ 25 أكتوبر الماضي يشهد السودان احتجاجات رفضا لإجراءات استثنائية اتخذها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان أبرزها فرض حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين.ومقابل اتهامات له بتنفيذ انقلاب عسكري، قال البرهان إنه اتخذ هذه الإجراءات لـ”تصحيح مسار المرحلة الانتقالية”، متعهدا بتسليم السلطة إما عبر انتخابات أو توافق وطني.
لكنه أعلن مؤخرا رفع حالة الطوارئ في كافة أنحاء البلاد،  وقبل إجراءات البرهان الاستثنائية كان السودان يعيش منذ 21 أغسطس 2019 فترة انتقالية تستمر 53 شهرا وتنتهي بإجراء انتخابات مطلع عام 2024.وكان من المقرر أن يتقاسم السلطة خلال تلك الفترة كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقعت مع الحكومة اتفاقية سلام عام 2020.

إتهامات وشكوك:
مع بدء مرحلة الحوار الأولى تعرضت بعثة الأمم المتحدة لحملة تشكيك من مؤيدي المؤتمر الوطني والقوى الإسلامية وصلت حد المطالبة بطردها، كما أظهر البعض امتعاضا صريحا من تحركات المبعوث الأممي فولكر بيرتس، واتهمه بتجاوز التفويض والميل باتجاه قوى سياسية، بادرت لجان المقاومة وأحزاب المؤتمر السوداني والشيوعي لإعلان رفضها الصريح الانضمام إلى الحوار الذي كان مقررا التئامه كملتقى تحضيري، فيما أعلن حزب الأمة القومي ترحيبه بالملتقى والمشاركة في جلساته.ويمثل الاختلاف حول فهم وظيفة الحوار السوداني- السوداني وهدفه أبرز التحديات.

تحديات نجاح الحوار:
من أكبر التحديات أمام الحوار هو مشاركة الأطراف خاصة أن هناك من نصت عليهم الوثيقة الدستورية، لكن هذا لا يعني من وجهة نظره أن يكون الحوار حكرا على هذه القوى إنما يجب أن يشمل الآخرين أيضا، حيث بدأ بالمرحلة الأولى بين أطراف الوثيقة الدستورية، ثم يشمل كل السودانيين حتى يمكن الاستماع لكل الأطروحات والرؤى التي تدفع باتجاه تسوية الأزمة السياسية.
إن عدم استعداد الأطراف لتقديم تنازلات من أبرز التحديات أمام الحوار السوداني، يضاف إليها اختلاف التقديرات السياسية برفض بعضها جلوس آخرين للحوار باعتبارها مشاركة للنظام السابق، مما يؤدي إلى تأخير الجلسات التحضيرية ويجر اتهامات للآلية بالافتقار إلى الحياد، استمرار المظاهرات ورفع شعار اللاءات الثلاث يمكن أن يكونا سقفا تفاوضيا، خصوصا أن لجان المقاومة نشرت ميثاق سلطة الشعب مؤخرا.

رفض للحوار غير المباشر:
رئيس لجنة السياسات بحزب الامة القومي إمام الحلو كشف عن رفض الحزب للحوار غير المباشر الذي تقوم به الآلية موكدا في نفس الوقت ترحيب الحزب بالحوار المباشر عبر المائدة المستديرة بحضور كل الأطراف والوسيط وقال ان الحزب لم يتلقي اية دعوة حتي الان عن بدء الحوار المباشر وكشف عن أن الحزب لايعمل ماهي الاسس والأجندة التي يستند عليها الحوار موكدا وقوف الحزب ومشاركته في الحوار الجاد والمفضي لنتائج إيجابية وقال إن الحوار هو السبيل الوحيد لحل الأزمة السودانية.

تباين المواقف:
وبدوره يري المحلل السياسي والخبير الاستراتيجي دكتور راشد علي الشيخ أن الآلية الثلاثية قد تنجح في مسعاها لتحقيق الوفاق بين الأطراف والقوي السياسية السودانية لأن البلاد الأن تحتاج إلى توافق نظرا لحالة عدم الاستقرار الذي تشهده للتباين في المواقف بين الفرقاء وقال إن السودان مر بظروف بالغة التعقيد اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وقال إن جذور الأزمة تعود لانشغال المكونات المختلفة بأمر التغيير لكن لم يكن لديها برنامج عمل واضح لما بعد التغيير وهذا أصل المشكلة الحالية.

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا