هاجر سليمانتكتب : قعدة جبنة .

0

الخرطوم – 2022/06/04 – بلادي بلص

 

 

فى بيت (فلانة) وهى أحدى حريم التهريب، اقيمت قعدة جبنة ساخنة فرحاً باجراءات رئاسة الشرطة التى اتخذتها بوضع العقيد الهام الملقبة بـ (ملكة جانسي) وطاقم ورديتها فى الإيقاف، طبعا هنالك شبكات نسوية تفوق إعدادها العشرات من النسوة اللائي تخصصن فى تهريب الذهب بطرق مختلفة ونقله اما عن طريق إرتداء بعضه او عن طريق اخفائه في المناطق الحساسة بالجسد والسفر إلى الإمارات او الهند، ولما كانت اولئك النسوة متخصصات فى تهريب الذهب الذى يدر عليهن عائداً مالياً جيداً، صرن لا يشعرن بالمعاناة الا حينما يغادرن فى يوم تكون فيه ملكة جانسي وورديتها فى الخدمة، فكان ذلك اليوم بالنسبة لهن يوم التعاسة والنحس، لأن العقيد الهام تخضعهن لكشف دقيق ولا تتركهن حتى تجردهن من كل شيء وتكتشف امرهن وتضبطهن،
وحينما تم إيقاف ملكة جانسي على خلفية قضية تهريب (١١) كيلوجرام ذهب تورط فيها شرطى وانتشر خبرها بالاسافير وشاع وعم القرى والحضر، تداولت نساء التهريب الخبر ووقع على مسامعهن كوقع النبأ السعيد، وفرحن بإيقاف ملكة جانسي كما تفرح احداهن بنبأ سعيد يخصها، فقررن الاحتفال على طريقتهن، وقمن بعمل (قعدة جبنة) دعون لها الرفيقات وزميلات التهريب، واعددن فيها ما لذ وطاب من الأطعمة والمشروبات والقهوة الساخنة والأبخرة، والجاولى والعدنى والمسبع شغالين شغل نضيف، والعجاجة قايمة ووجبة الزغنى بالشطة الحبشية ما تديك الدرب، والفواكه ترقد بسلام على أطقم الصحون الفارهة، والازياء حاجة كده ولا فى بار ملكى، وأصوات الأغانى السودانية ودقة الزار المهيجة للمشاعر والجالبة لـ (اللولية) عمت المكان، وحكاية عجيبة وأجواء غريبة، بالله كللللل ده عشان اوقفوا ملكة جانسي الكانت واقفة ليهم فى حلاقيمهم؟ سبحان الله !!، قعدات جبنات زمان كان ست (الودع) بتزينها وترمى الودع وتكشكشو وتجيبو ليك شتات خالى محطات.. تقول لى دى أبقى عشرة على راجلك فى واحدة جارية وراهو.. وتقول لديك تومات الودع حلفن عليك تجيبي التيمان.. وتقول لأخرى أنتى حتسافرى.. وواحدة فتاة تقول ليها انا ما شفتى لى ليه؟ تقوم تقول ليها أنتى جاييك العريس من مقطع البحر ده.. ثم تدوى القفشات والضحكات، اما قعدة الجبنة الآن فقد اختلفت تماماً، وباتت الشمارات السياسية تتصدر وتحلى قعدات الجبنة، والعجب شمارات التنقلات وكشوفات الاحالات وأخبار القبض و (تسعة طويلة) وسلفا كير ونيتو يبيع نفطو للسودان لخمس سنوات، وارهاصات بأزمة رغيف وصفوف الوقود وزيادة أسعار المواصلات وسيد اللبن وبتاع الخضار.. ثم ما تلبث الونسة تنقسم إلى كيمان كل مرتين او ثلاث نسوان مع بعض يحكوا شماراتهن ويسألن بعض عن أخبار (الشوقر داد) و(الشوقر مام)، وشوية شوية الشغلة بتبقى كلام مرتين وشمار الراجل ومرتو السكنو الحلة جداد يا ربي اشتروا وبقوا اصحاب ملك عشان نزورهم، ولا مؤجرين عشان نشخت ليهم ما جايبين حقهم، وتخوض الشمارات وتعرج على القوالات وفلانة عاملة علاقة وفلانة راجلها دقاها.. وبعداك الساعة تبقى تلاتة ظهر وكلهن يقومن زى التيران جاريات لاحقات يسون الغداء عشان زمن الرجال كبس، لا وكمان معاهن بنات صغار يسمعن ويضحكن ويتدربن عشان بمجرد يتزوجن يكونن عارفات حيعملن شنو، الطريف أن الصناديق البتكون مدورة على مدار العام دى ما بتنتهى كلو كلو، وتبقى القروش من الصراف لإيد الزوجة ومنها للصندوق.. يعملن ليكم العدس وسلطة الاسود والفاصوليا ويدخرن القروش للصناديق، وبعد الصرفة عينك ما تشوف الا النور.. شىء جديد واحد ما بيجى داخل البيت.. وبعض النسوان يشترن الذهب والفالحات يعمرن، اما السجمانات قروشهن موزعة بين (الفقرا) والدجالين بحجة يمسكن رجالهن بالله ده كلام ده؟!

You might also like
Leave a comment